من كتاب السير والمساعي في أحزاب وأوراد السيد أحمد الرفاعي
تلقين الذكر للمريد
وهو سر محمدي ونور احمدي يفرغه المرشد قلبه ويودعه لبه تنتعش به روحه وينبعث عنه فتوحه . وتطيب أنفاسه ويطير وسواسه ببركة هذا الموثق النبوي . والعهد العلوي .ذكر الشيخ ناصر البغدادي في كتابه معراج السالكين انه سأل شيخه العارف بالله السيد حسين برهان الدين الرفاعي قدس سره عن سر تلقين الأسماء الحسنى للمريد فقال أما الذكر والدعاء بأسماء الله تعالى فقد صح فيه التلقين القرآني . على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام . بقوله تعالى ( اذكروني ) وغيرها من الآيات الآمرة بالذكر وبقوله تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) و غيرها من الآيات المشيرة إلى طلب الدعاء .الا أن الحال المحمدي أفيض إلى قلوب اختصها الله باقترابه . واقتراب نبيه فانطبع في ألواحها الذوق المحمدي الذي كان يصدر من قلبه الشريف عليه السلام حالة الذكر والدعاء . فافرغوا على محبيهم حالة التلقين شمة الشوق . وحالة الذوق . ولذلك ترى أن السالك إذا تلقى عن شيخه كلمة التوحيد . وذكر الله بها يرى لها حالا في الحال غير الحال الأول الذي كان يجده حالة قوله لا اله إلا الله قبل التلقي . وما ذلك إلا سر الحال المحمدي المفاض من صدره عليه الصلاة والسلام المتدلي بحسب التلقي إلى صدر المرشد على حسب حاله واستعداد السالك وهذا سر عظيم قل أدراكه في هذا الزمان . انتهى
وأما كيفية التلقين وما استند اليه فيه ساداتنا من الصوفية العارفين فقد أوضح جميع ذلك وذكره وقرره بالسند وحرره أستاذ الطريقة وقائد فرسان الحقيقة محي الدين السيد احمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه قال في البرهان المؤيد المأخوذ منه والمروي بالعزو الصحيح عنه . ما نصه صحة أسانيد الأولياء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقن منه أصحابه كلمة التوحيد جماعة وفرادي . اتصلت بهم سلاسل القوم . قال شداد بن آوس رضي الله عنه كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل فيكم غريب . يعني أهل الكتاب قلنا لا يا رسول الله . فأمر بغلق الباب وقال ارفعوا أيديكم وقولوا لا إله إلا الله فرفعنا أيدينا وقلنا لا اله إلا الله . ثم قال الحمد لله اللهم انك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعتدني عليها الجنة وانك لا تخلف الميعاد . ثم قال صلى الله عليه وسلم ألا ابشروا فان الله قد غفر لكم هذا وجه تلقينه صلوات الله وسلامه عليه أصحابه جماعة وأما تلقينه عليه الصلاة والسلام جماعة منهم فرادي . فقد صح ان عليا رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله دلني على اقرب الطرق إلى الله وأسهلها على عباده وأفضلها عند الله تعالى . فقال صلى الله عليه وسلم افضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا اله إلا الله ولو أن السموات السبع والأرضيين السبع في كفة ولا اله إلا الله في كفة لرجحت بهم لا إله إلا الله ثم قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله فقال رضي الله تعالى عنه كيف اذكر يا رسول فقال عليه الصلاة والسلام غمض عينيك واسمع مني ثلاث مرات . ثم قال علي رضي الله تعالى عنه لا اله إلا الله ثلاث مرات مغمضا عينيه رافعا صوته والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع وعلى هذا تسلسل أمر القوم وصح توحيدهم
**************