لقد سقاني فأحياني وحيّرني ** وغِبت ما بين تلويني وتمكيني
لما حباني بها صهباءَ صافيةً ** عددت في القوم من زهر السلاطينِ
أخذتها ويد الإقبال ترفعها ** إرثاً صريحاً عن الغرِّ الميامينِ
حتى جلاها أبو العباس أحمد في ** كأسٍ ترقرق من آيات ياسينِ
لها رجالٌ بصدق الحالِ تشربها ** يوم الحروبِ تراهم كالشواهينِ
جدّي الرفاعي للسادات روّقها ** تجلى مُعَرَّفَةً من غير تنوينِ
بعزمه وبصدق النائبين له** دارت من المغرب الأقصى إلى الصينِ
الجد أوصى بها لا يسمحون بها ** إلا لصدرٍ عظيمٍ في الدواوينِ
الجد أوصى بها تحمى بخاتمها ** محجوبةً عن قليل العقلِ والدينِ
يحيى بها الميت إن دارت بحانتها ** على أولي الحقِ في بيض الفناجينِ
تُسقى لعبدٍ بحفظ العهد متصفٌ ** مطهرُ القلبِ مأمونٌ على السينِ
تُسقى لعبد طريق الشرع مذهبه ** منزه القصد عن خبط الأفانين
تسقى لعبدٍ بذكر الله ذي ولهٍ ** ولم يغب عن رسول الله في حينِ
أنا الفتى أحمد الصيادُ فزتُ بها ** من بعد سحقِ عظامي في الهواوينِ
لما شربتُ بفضل الله رائقها ** مزجتُ بالشرعِ تمكيني وتلويني
وقام داعي المُنى للدستِ يخطبني ** وهاتفُ الحق عن قربٍ يناجيني
وما تأخرتُ يوم الجمعِ عن أدبٍ ** إلا وأضحى حبيبُ القلب يدنيني
الحمد لله والاني فأيّدني ** وأين عزمي لولا ان يواليني
سر يا أخا الصدق لا تكسل بخدمته ** وكن به ملكا في زي مسكينِ
خل المعابد للأطراف تسكنها ** وانهض بعزم الذي سواك من طينِ
نظري الى وجه الحبيب نعيم
وفراق من اهوى علي عظيم
ما كل من ذاق الهوى عرف الهوى
ولا كل من شرب المدام نديم
ولا كل من طلب السعادة نالها
ولا كل من قرأ الكتاب فهيم
مالي لسان ان اقول ظلمتني
والله يشهد انك المظلوم
انا الذي ما كنت ارحم عاشقا
حتى عشقت وا انا المرحوم
يا زارع الريحان حول خيامهم
لا تزرع الريحان لست مقيم
من الشمس والأقمار والكوكب الزهرا
بطلعتكـم يـا آل فاطمـة الـزهـرا
لوجهتكـم تعنـو الوجـوه فتهتـدي
وما شك في الإصباح من حقق الفجرا
بكم أيد الله الشريعـة فـي الـورى
فكانت لكم عِزاً وكنتـم لهـا نصـرا
سقيتم عطاش الرض ريـاً فأثمـرت
فكانت مُواتاً فاستعادت بكـم خضـرا
ولم لا وهـذا الكـون أنتـم مـداره
صلاحٌ إلى الدنيا فلاح إلـى الأخـرى
وراياتكـم فـي كـل فـج وبقـعـة
عليها طراز المجـد رفرافـه طغـرا
لئن أنكرت بعض الحواسـد فضلكـم
فآياتكم بالذكر صحت بهـا الذكـرى
وإن جَهلت أهـل الضلالـة هَديكـم
فإن العيونَ العمي قد تجهـل البـدرا
تـذِل الليـوث الضاريـات لعـزكـم
وترتعد الآساد مـن ذكركـم ذعـرا
ألستم بني الزهـراء والجـد أحمـد
وجدتكـم تدعـى خديجتنـا الكبـرى
وقلاعُ بابِ الحصـن قتـال مرحـب
أبوكم علي الشان ذو الجبهـة الغـرا
فيا زينة الدنيـا ويـا سـدرة البهـا
ونبراس هديٍ نـور البـر والبحـرا
أفيضوا علينا الغيث من سحب بركـم
فإن يَدَ الإحسان تستوجـب الشكـرا
أمـا أنتـم الأبـرار والسـادة التـي لها
راحة في الجود لا تختشي الفقـرا
ومن هم إذا صلـى عليهـم موحـد
عليه من عينيه لـي نظـرةً شـزرا
تفاءلت فيمـن يبـدل الفقـر رفـده
بأوفى غنى والعسر يغدو بـه يسـرا
فتـاً زاكيـاً شهمـاً وقـوراً مهذبـاًح
ليماً صفوحاً مُكرِمـاً سيـداً حـراً
تقيـاً خشوعـاً ذاكـراً متواضـعـ
اًكريماً شجاعاً ماجداً يجبـر الكسـرا
هو المصطفى الشامي رضاع ثدي من
أبوها رقى المعراج في ليلة الإسـرا
لئن أمست الأنواء مدرارهـا الحيـا
فسحب يديـه تمطـر التبـر والـدرا
أبايع مني النفس فـي كـل ساعـةً
على حبه والقصد أبقيه لـي زخـرا
ولكنـنـي لـمـا التـزمـت وداده
تحققت فيه الفـوز والنجـح والبـرا
شعاراً جعلت الشعـر فيـه مفاخـراً
إلى كوكب الزهراء لا كوكب الشعـرا
فطابت لي الأوقات والعيش قد صفـا
بنعمائكـم يـا آل فاطمـة الزهـرا
أنا الشمس الوليدة من أبي
أنا أم السلالة الحيدرية
أنا الزهراء سيدة الخليقة
أبويا المصطفى خير البرية
وبضعة نور ذات الحق ذاتي
وبعلي البدء حيدرها الفتي
أنا الشمس الدليلة عن أباها
وفاء الكنز تيار العلي
وطاء الطهر أنوار تسامت
وميم مداد منهلها الصفي
وهاء هوية الإيجاد ذاتي
أنا المشكاة نور سرمديا
فطمني الحق لا غيره بذاتي
أنا عرش استواء الأحمدية
أنا العصماء طوبى لا سواي
شجرة الملك من ضمت علي
وأغصان بحجري يانعات
بنو الزهراء جدهم النبي
وبعلي الكرار صاحب ذي الفقار
علي إمام تبيان حمي
وذاتنا ذاته والحق فينا
ونحن مجلى موجدها الغني
وأهل عباءة والكنز معنى
وطس أنا ومعي بني
وحم أبي والبعل حيدر
هم القرآن والنور الثني
أنا أم لأب باختصاص
أنا الزهراء بنت الهاشمي
ولم تأت النساء بما أتيت
وزينب بضعتي سند قوي
أنا القرآن قرة عين طه
ومدحي في الكتاب أتى كفي
بنا الإسلام والخمس فنحن
وكفه يمنها خمس خفي
وأمي خديجة صديقة كبرى
ببردتها دثرت النبي
فأغنته بمال وهو غاني
وحاز كساءها النور البهي
عليه الله صلى ما توالت
فيوضات على قلب تقي
وآل البيت سادة كل خلق
وأصحاب بهم نصر النبي
وعز بي الزمان فذاك شيخي
ابواسماعيل والقدم العلي
متى ما فيهمو نشد الخويدم
صلاة والسلام سرمدي
يا رسول الله فجر فينا نهلا
من معين الذات ينبوعاً وسهلا
يا رسول الله إن كنا نقصنا
يا كمالاً أنت للتكميل أهلا
يا رسول الله هب لي منك وصلاً
إنني مداحكم طفلاً وكهلا
يا رسول الله هب لي منك قرباً
قد مضى عمري بساح الغي جهلا
يا رسول الله قد أشكو إليك
يا شفيعاً يوم تأتي الناس ذهلى
يا رسول الله نُهدي لكم سلاماً
قل لنا يا خير خلق الله أهلا
أُهدي إليكَ نشيداً رحتُ أخفيهِ****
بين الدموع ، حلاواتُ الهوى فيهِ------
أهدي إليك فؤاداً راح يسكنهُ****
عطرُ الحبيب، فما أزكى مغانيهِ!--------
...
بين الصِّحاح تجوبُ الروحُ سائلةً*****
عنه الحروفَ ، وكم جلّتْ معانيهِ!-------
لو كنتُ أدري حديثَ الركب إذ رحلوا****
نحو الحجاز هوىً .. لو كنتُ أدريهِ!------
شدوا الرحالَ وفي أرواحهم طربٌ*****
يحدو الجِمالَ ، فيطوي الدربَ حاديهِ------
ساروا إليكَ وكان الشوقُ يحملهمْ*****
لكنّ شوقي أنا حارتْ أمانيهِ ---------
ساروا إليكَ وراح القلبُ يسألهمْ*****
لو يعلمُ القلبُ أن الدربَ يبغيهِ !--------
أوْ يعلمُ الركبُ أن الروحَ تَسبقهمْ*****
نحو الحبيبِ ، فهل حقاً تلاقيهِ !-------
روحي تطير وتهوي عند مسجدهِ******
من أخبرَ الروحَ أن المصطفى فيهِ؟!