ليلة ُالاسراء ِ
****
نامَتْ بمَكة َ كُلُها الرُّقَبَاءُ = وسَجَى بليْل ِ الحالمِينَ سَمَاءُ
سَكنَ الوجود ُ وأُطْفِئَتْ اَنوارُهُ = والناسُ مِنْ شغف ِ الحَياة ِغُثاءُ
نامُوا فنامَتْ في الحِمَى أحْلامُهمْ = وتقاطرَتْ فوْقَ الرُّبى الانْواءُ
همسَ البَشيرُ بأذْن ِ أحْمَدَ داعِيا ً = قمْ يَا مُحَمدُ جاءَكَ الاسْراءُ
يا أيُّهَا الرُّوحُ الامينُ بكَ السُّرَى = ولكَ الاَعنَّةُ والذُّرَى العليَاءُ
لاحَ البُراقُ مهيَّأ بركابهِ = وشُجونُ خيْر ِ العالمِينَ صَفاءُ
مُدَّتْ حِبالُ الوَصْل ِ بَيْن أواصر ٍ = منْ قلب ِ مكة َ شَعَّتْ الاَضواءُ
والمسجدُ الاقصَى تلأ لأ وازدَهى = بقدوم ِ ركب ِ الوافِدِين َ هَناءُ
صلى الحبيبُ بانبياء ٍ توافدوا = يستقبلونَ , وصلَّتْ الاشْياءُ
وتواصل َ الرَّكبُ السعيدُ مهابَة ً = فتعانق َ المعراج ُ والاسْراءُ
عرجَ البَهاءُ مودَّعاً فِي رَكْبهِ = وعُيونُ حراسِ السماءِ سَناءُ
نالَ الحبيب ُ مكانة ً منْ ربِّه ِ = فغدتْ تُبَاهِي بعْضهَا الآلاءُ
حملَ الامانة َوالسعادةَ والهُدَى = وبَدتْ تفوح ُ بعِطرِها البَيْداءُ
برقتْ فضاءتْ فِي المَدائِن أقمُرٌ = وتسابق َ السُّمَّارُ والشُّعراءُ
للقدسِ معنىً في القلوب ِمُقدَّسٌ = وبكل ِّ شِبْرٍ في الرُّبَى أسماءُ
طيبُ الاماكن ِ والمرابع ِ والجَوَى = من طهر ِ أرضِك ِحَلَّقَ السُّعداءُ؟
ما بال ُ صُنَّاع ِ المكائد ِ أوْقدُ وا = فِتنا ً تكالبَ حوْلهَا الاعداءُ
أرَخيصة ٌ يا قدسُ حتى أنه = في القدْس ِ حوربَ روْنقٌ واباءُ
أرخيصة ٌ والناسُ لا حًولَ وَلا = وأسودُهَا في غابها السُّجَناءُ؟
يا ثالثَ الحَرَميْن ِ إنَّا أمة ٌ = هانتْ فساس َ ربوعَهَا الدُّخَلاءُ
مهرُ الحرائر ِ بالنفائِس ِ يُحْتذى = وسِياق ُ مهرك ِ أنْفس ٌ ودِمَاءُ
يا قدس ُ والفاروق ُوالزَّمن ِالذي = بقدومِه ِ مَا تصْنعُ الهيْجاءُ
صبْراً روابيَ عزَّتِي ومَفاخِري = ها قدْ أتى فِي المَوْعِد ِ النجَبَاءُ
صبْراً يليقُ بحرَّة ٍ وأسيرة ٍ = وبيوم ِعرْسك ِ مشهَدٌ و وفاءُ
إن كان في عهدِ التخاذل ِقدْ هَوَى = غِرٌّ تلوَّنَ مثلمَا الحِرْبَاءُ
سيَكون ُ في ركْب ِالزفاف ِجحافلٌ = بيضُ الاسِنة ِ أوْجُهٌ غرَّاء
رايُ العقاب ِتقودُ زحْفَ جموعِنا = والناس ُ والتكبيرُ والنقبَاءُ
فانشرْ بساط َ النصْر ِ واهْو ِلقبْلة ٍ = حمدا ً وشكرا ً إنها السَّرَّاءُ
********