سيداحمدالعطار خادم الاخوان
عدد المساهمات : 28 تاريخ التسجيل : 05/08/2012 العمر : 62
| موضوع: العقيدة الصافية عند الإمام الرفاعى الإثنين أغسطس 06, 2012 12:33 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله أتم الحمد وأكمله والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبدالله ورسوله الذي أصطفاه لذاته وبالحق أرسله وعلى آله وأصحابه شموس آفاق الكمالات وعلى التابعين لهم باحسان مادامت الأرضون والسموات
سأل ممهد الدولة عبد الرحيم السيد احمد الرفاعي الكبير قدس سره و قال له الناس يسألوني عن عقيدتي فماذا أقول لهم ؟ فقال قدس الله سره : ( أي عبد الرحيم ) إعلم ان كل ما عدا الخالق فهو مخلوق , والليل والنهار والضوء والظلام و السموات السبع و ما فيها من النجوم والشمس والقمر والارض و ما عليها من جبل وبحر و شجر وأنواع النباتات و اصناف النباتات والحيوانات والضار منها و النافع لم يكن من شيء من ذلك الا بتكوين الله . ولم يكن قبل تكوين الله للاشياء أصل ولا مادة , وكذلك الجنة و النار و والعرش والكرسي و اللوح والقلم والملائكة والإنس و الجن والشياطين لم يكن منها شيء الا بتكوين الله تعالى و كذا صفات هذه الاشياء من الحركة والسكون والاجتماع و الافتراق والاطعام والمشروب و الروائح , والجهل و العلم والعجز والقدرة والسمع والبصر والعمى والنطق والبكم والصحة والسقم والحياة والموت كل ذلك من مخلوقات الله تعالى و كذلك افعال العباد و اكتسابهم والامر والنهي والوعد والوعيد كل ذلك من مخلوقات الله خلق كل شيء وكل ما لم يكن مخلوقا وسيُخلق فهو من مخلوقات الله تعالى لقوله تعالى ( هل من خالق غير الله يرزقكم) و الله تعالى خلق كل شيء بحكمة بالغة علم العباد أو لم يعلموا لقوله تعالى ( لا يُسأل عما يفعل و هم يُسئلون ) يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد الطاعات والمعاصي بقضاء الله تعالى و قدره و عبادته بارادته و مشيئته فان الطاعة مقدرة من الله تعالى بقضائه و قدره و كذا المعصية والمعاصي مكونة مقدرة بقضاء الله تعالى و قدره و مشيئته و لكنها ليست برضائه و محبته و لا بأمره وما أراد الله أن يكون كان بلا محالة طاعة أو معصية و هذا معنى قولنا ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وإن أمره لنا بالطاعة وإرادته موافقة لعلمه ولأمره ونهيه فمن هداه الله تعالى خلق الله فيه فعل الاهتداء و من لم يهد لم يهتد و كل ذلك بمشيئة الله تعالى كما قال (يضل من يشاء و يهدي من يشاء) والله تعالى يعطي العبد كما يريد كان فيه صلاح العبد او فساده وغاية صلاح الفرد العبد ليست بواجبة على الله تعالى بل ان كان فيه صلاح كان منه احسانا و فضلا وان لم يكن كذلك كان منه عدلا فله الفضل والحمد و مقدور الله تعالى لا نهاية له و له في قدرته لطف عام والطاعة والايمان توفيق من الله بمعونته سبحانه و كذلك المعاصي و الكفر فهي بقضائه وقدره والله تعالى قديم ليس لوجوده ابتداء وباق ليس لبقائه انتهاء حي لا بروح عالم لا بقلب و فكرة قادر لا بآلة سميع لا بأُذن بصير لا بحدقة متكلم لا بلسان اله في الازل و الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والخلق هو في التكوين صفات و صفاته قائمة بذاته والله تعالى قديم بصفاته وليس شيء بصفاته محدث وكلامه ليس من جنس الحروف والاصوات بل الحروف والاصوات عبارة عن كلامه و دلالة عليها والقران كلام الله تكلم به الباري جلت عظمته قبل خلق المخلوقين جميعا و هو مقدس و منزه عما يقول المبتدعون والظالمون الجاحدون كتاب بين الله فيه لعباده الحلال والحرام والوعد والوعيد والضر والنفع و هو الفرقان المبين الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه و ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد والله تعالى كان ولا مكان ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا على مكان ولا في مكان بل كان جلت عظمته ولا زمان ولا مكان و رفع الايدي اليه في الدنيا الى السماء تعبدا لا اليه انه في السماء بل كالتوجه للكعبة في الصلاة فالكعبة قبلة الصلاة و السماء قبلة الدعاء والله تعالى ليس بصورة وكل ماتصور في فهمك ووهمك فان الله تعالى خالقه و مكونه والله تعالى لا يشبه شيء مما خلق ولا تشبه ذاته ذات احد من المخلوقين ولا صفاته كصفات المخلوقين كما قال تعالى( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) والله تعالى واحد احد فرد صمد لا شريك له ولا وزير له ولا شبيه له ولا ضد له ولا ند له ولا نظير له ولا مثيل له ولا اول له ولا اخر له و لا ولد له و لا والده له ولا والد له و هو الاول و الاخر والظاهر والباطن و هو بكل شيء عليم و على كل شيء قدير . عالم بامور خلقه من مبتداهم الى منتهاهم وكل مخلوق بخلقته شاهد عدل على انه لا اله الا هو الرحمن الرحيم وان محمدا عبده ورسوله و صفيه و حبيبه و امينه وخيرته في خلقه ارسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون سيد المرسلين و خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم وان الله ارسل من قبله رسله اولهم ادم و خاتمهم محمد صلى الله عليه و سلم و كلهم جاؤوا بالحق و تكلموا بالصدق و بلغوا الرسالة و صدقوا فيما بلغوا عن ربهم عز و جل و كل ما انزل عليهم من الكتب والصحف حق وان محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل ولا نبي بعده وان الرسل كلهم على حق وان عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل في اخر الزمان ويكون على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كواحد من امته داعيا الى دينه وسنته وان المعراج حق اسري بالنبي صلى الله عليه و سلم بنفسه و بشخصه في ليلة واحدة من مكة الى بيت المقدس على ظهر البراق ثم عرج الى السماء الى حيث شاء وانه صلى الله عليه وسلم وقف بين يدي ربه عز و جل و حياه بقوله التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله وان الله تعالى رد عليه باحسن رد وقال السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته . ثم دنا من ربه عز وجل دنو تكريم كما ذكره في الكتاب العزيز بقوله تعالى ( ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى ) وان الصالحين مع علو منزلتهم و قربهم من ربهم لا يسقط عنهم التكليف من الفرائض والواجبات من الصلاة و الزكاة و الحج و الصيام وغير ذلك و من زعم انه صار وليا و سقط عنه الفرائض فقد كفر فانه لم يسقط ذلك عن الانبياء فكيف يسقط عن الاولياء وان الولي كبقلة تحت شجرة النبوة ( ولقد قام رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى تورمت قدماه فقيل له الم يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تاخر ؟ فقال افلا اكون عبدا شكورا) وايمان العبادة هو تصديق بالقلب وهو على طريق الاختيار والخبر والتصديق لله في جميع ما انزل على انبيائه عليهم السلام و جميع ما بلغوا عن الله عز وجل و يدخل ذلك كله تحت هذه العبادة و هي الايمان بالله تعالى و ملائكته و كتبه و رسله واليوم الاخر و بما انزل الله على رسله ولا خلاف ان التصديق بالقلب مزكى لثبوت الايمان وهو ركن الايمان و الركن هو التصديق القلب و يصير العبد مؤمنا بينه وبين الله تعالى بالتصديق المجرد والاقرار باللسان دلالة عليه ليجري عليه ايمانه وان الايمان يزيد و ينقص والايمان والاسلام واحد و كل مسلم مؤمن وان عذاب القبر حق وان منكرا و نكير حق وان سؤالهما حق وان البعث حق والعرض حق والحساب حق وان الجنة و نعيمها حق والنار و عذابها حق واهل الجنة يرون ربهم بعينهم من غير ادراك ولااحاطة ولا كيفية ولا مقابلة و لا على مكان ولا في جهة من الجهات الست وان قراءة الكتب حق يؤتى المؤمن كتابه بيمينه والكافر بشماله والميزان حق والصراط حق و حوض الكوثر حق والشفاعة للنبي صلى الله عليه و سلم حق والشفاعة للمؤمن حق و محبة اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم على العموم حق و كلهم على هدى فمن كان عند ه محبة لله و رسوله و كان هذا الدين عزيزا عنده لا يخطر في قلبه بغضهم ولا بغض احد منهم ولا ينطق لسانه فيهم بسوء وان ابا بكر رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم و خليفته حق وبعده خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حق و بعده خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه حق و بعده خلافة علي بن ابي طالب كرم الله و جهه و رضي الله عنه حق و هؤلاء كلهم خلافتهم حق وافضل الخلق بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والانبياء ابو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين فهذا اعتقادنا و مذهبنا فمن خالفه وقال غير ذلك لا برهان له والله بريء منه ثم قال أي عبد الرحيم اجعل هذا اعتقادك و اعتقاد من تعلق بكم فهذا اعتقاد السلف رحمة الله عليهم اجمعين
| |
|