( مقدمة الكتاب )
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا يوافى نعمه ويكافئى مزيده
والصلاة والسلام الآتمان الآكملان على سيدنا ومولانا محمد سيد مخلوقاته
ورضى الله عن الصحابة والآ ل وأتباعهم من أهل الشرع والحا ل
والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
وبعد هذا مجموع أورا د يجمع بين بعض أحزاب وأوراد الآمام الكبير
القطب الساعى الآمام الغوث سيدى أحمد الرفاعى
التى أراها بفضل الله نافعة لللاخوان الذاكرين المحبين لسيدنا رسول الله وآله
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وللسير على نهج الإمام القطب المحمدى الآحمد ى الراسخ القدوة صاحب مد اليد التى لم يتشرف بها ونالها سواه
سيدى احمد الرفاعى رضى الله عنه وقدس سر ه الذى نسأل الله جلا جلاله ان يرزقنا حسن السير على نهجه ومنهاجه
فهو بحق الوارث المحمدى والمعشوق الالهى المتمكن من كل الأحوال ولم يغلبه منها حال
كما أرجو من الله جلا جلاله بجاه حبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أن يتقبل منا وممن أعاننا على جمع هذا المجموع هذا العمل
الذى نتوجه إليه به سبحانه أن يتقبله منا
ويجعله لنا وديعة عنده وعند أحبابه ومحبينه من السالكين إليه المريدين وجهه
وأن يجعله نافعا للآخوان والمحبين
ويفتح لنا ولهم أبواب الرضوان والسماحة والغفران إنه ولى ذلك والقادر عليه
وحسبنا الله ونعم الوكيل
نعم المولى ونعم النصير
وصلى الله على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
جمعه ورتبه خادمكم سيد أحمد العطار الرفاعى
وتمت طباعته وتوزيعه مجاناً لوجه الله
ومحبة لسيدنا رسول الله
صلى الله عليه آله وسلم
ــــــــــــــــــــــــــــ
الآولياء بكل فج فى الورى * أتباع هذا السيد المتفرد
هومن رسول الله أقربهم يدا * بتواتر ود ليلنا مد اليد
فالدين عندالله دين محمد * وطريقة التقوى طريقةأحمد
من أقوال الامام الرفاعى رضى الله عنه وآرضاه )
أى سادتى ماتركت طريقا صعبا ولامسلكا غضا الاكشفت قناعه
ورفعت بأكف عساكر الهمة ستره المسدول وشراعه ودخلت على الله
من كل باب فرأيت على الكل ءازدحاما شديداعظيما فجئته من باب الذل والانكسار
فرأيته خاليا فوصلت وحصلت مطلوبى والطلاب على الأبواب
أعطانى ربى من فضله ومواهبه مالا عين رأت ولاآذن سمعت
ولاخطر على قلب بشر
وعد نى رسول كرمه أن يأخذ بيد مريدى ومحبى ومن تمسك بى وبذريتى
وخلفائى فى مشارق الأرض ومغاربها الى يوم القيامة عندانقطاع الحيل
وبهذاجرت بيعة الروح , لايخلف الله وعدهـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان رضي الله عنه يقول لولده صالح الأكبر قدس سره الأزهر
ياولدي جمال القلب بالخوف وجمال العقـل بالفكـر وجمـال
الروح بالشكر وجمال اللسان بالصمت وجمال الوجه بالعباده
وجمال النية بترك الخواطر وجمال الفؤاد بترك الحسد وجمال
النفس بالمخالفة وجمـال السـر بالصبـر وجمـال الحـال
بالاستقامة وجمال السير بالتسليم وجمـال الخدمـة بـالأدب
وجمال الكلام بالصدق وجمال الطريق بموافقة الشرع
وجمال الكل بتوفيق الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوالقطب الغوث المقدم الذي امتازه الله علي أوليائه بتقبيل يد النبي
صلي الله عليه وسلم
صاحب الأيادي الجليلة والخوارق الجزيلة حامل الخفيفة والثقيلة
سيدنا الشيخ الكبير السيدأحمد ابن السيد أبي الحسن علي الرفاعي
رضي الله عنه ابن السيد يحيى ابن السيد ألثابت ابن السيد الحازم ابن السيد احمد
ابن السيد علي ابن السيد أبي المكارم الحسن المعروف برفاعة المكي ابن السيد المهدي
ابن السيد محمد أبي القاسم ابن السيد الحسن ابن السيد الحسين ابن السيد احمد
ابن السيد موسي الثاني ابن الامام ابراهيم المرتضي ابن الامام موسي الكاظم
ابن الامام جعفر الصادق ابن الامام محمد الباقر ابن الامام علي زين العابدين
ابن امام المسلمين وزبدة آل النبي الأمين الذي امتحن بأنواع البلاء أمير المؤمنين
أبي عبدالله الامام الحسين – الشهيد بكربلاءابن سيد الأمة وسند الأئمة زوج البتول
وصهر الرسول الذي قدره كاسمه حسن وعلي أمير المؤمنين أبي الحسنين
الإمام علي رضي الله عنه
تواضعه :كان يخدم نفسه ويخصف نعله ويجمع الحطب وبشده بحبل مدخر له عند بعض خدامه فيحمله إلي بيوت الأرامل والمساكين والمرضي وأصحاب الحاجات
ويقدم للعميان نعالهم ويقودهم اذا لقي منهم أناساإلي محل مطلوبهم ويكرم الشيوخ
ويوحي بإكرامهم
ويقول : قال النبي صلي الله عليه وسلم " من أكرم ذا شيبة – يعني مسلما –
سخر الله له من يكرمه عند شيبته وكان يمشى إلي المجذومين والزمني ويغسل ثيابهم
ويحمل لهم الطعام ويأكل معهم ويجالسهم ويسألهم الدعاء ويقول الزيارة لمثل هؤلاء
واجبة لا مستحبة وإذا سمع بمريض في قرية ولو علي بعد يمضي إليه ويعوده وكان يداوي الكلاب ويقول : الشفقة علي خلق الله مما يقرب العبد إلي الله وكان يرأف باليتيم ويبكي لحال الفقراء ويفرح لفرحهم ويتواضع لهم كل التواضع ويعد نفسه منهم ويقول في المحافل : إن عدت أصحاب الحرف وذهبت كل حرفه زمرة زمرة فأنا فقير في زمرة الفقراء مر يوما علي صبيان يتخاصمون فخلص بينهم وقال لأحدهم : ابن من أنت ؟ فقال له : وايش فضولك ؟ فصار يرددها ويقول : أدبتني ياولدي جزاك الله خيرا
قال مشايخ أهل عصره : كل ما حصل لإبن الرفاعي من المقامات إنما هو من كثرة شفقته علي الخلق وذل نفسه رضي الله عنه وكان يعظم العلماء والفقهاء ويحترمهم ويأمر بتعظيمهم واحترامهم ويقول : هولاء أركان الأمة وقادتها
زهده ووعده وسلامة طويته : كان متجردا من الدنيا وما ادخر شيئا قط وكان لا يجمع بين لبس قميص لافي صيف ولا في شتاء مع أن ريع أملاكه , وحباس رواقه الشريف اكثر من ريع أملاك الأمراء والكبراء وكل مايحصل منها ينفقه في سبيل الله تعالي علي فقراء الرواق ووارديه من المسلمين , ويبقي أولاده لا يملكون شيئا من عرض الدنيا بل هم كآحاد فقراء الرواق قال الشيخ عبدالصمد الحربوني أحد وكلاء الرواق الأحمدي العامر : في سنة 567 هجرية بلغ ريع أملاك السيد أحمد وأوقافه المحبوسة علي رواقه هذه السنة تسعماية ألف درهم فضه ديواني , وعشرين ألف قطعة ذهب وجاء في هذه السنة باسم جنابه الشريف من الأقاليم ثمانون ألف رداء , وخمسون الف تمشكة , وعشرون الف مسح عجمي , واثنتان وثلاثون الف عمامة كتان , واحدى عشرة الف قطعة ذهب دوانيقية ) وألف وسبعماية كساء هندي , وها هو اليوم غسل ثوبه بشاطئ نهر الرواق واستتر بفوطته , وأخذ ثوبه علي عصا ينشفه ليلبسه , ولم يكن في خزانة رواقه ولا درهم واحد وكل الذي ذكرته لك تصدق به علي الضعفاء, ووهبه للمستحقين , والسائلين , والفقراء والمساكين كان يقول : الزهد أساس الأحوال المرضية والمراتب السنية وهو أول قدم القاصدين إلي الله عز وجل , والمنقطعين إلي الله , والراضين عن الله , والمتوكلين علي الله وكان يقول : لسان الورع يدعو إلي ترك الآفات ولسان التعبد يدعو إلي دوام الاجتهاد , ولسان المحبة يدعو إلي الذوبان والهيمان وكان يقول : كم طيرت طقطقة النعال حول الرجال من رأس , وكم أذهبت من دين وكان إذا رأي علي فقير جبة صوف يقول له : ياولدي , إنظر بزي من تزييت , وإلي من قد انتسبت لبست لبسة الأنبياء , وتحليت بحلية الأتقياء هذا زي العارفين فاسلك فيه مسالك المقربين وإلافانزعة كان لا يجازي قط السيئة بالسيئة وكان يقول : لايحصل للعبد صفاء الصدر حتي لا يبقي فيه شيء من الخبث لا للعدو , ولا لصديق ولا لأحد من خلق الله عز وجل وكان يقول : طريقي دين بلا بدعة , وعمل بلا كسل , ونية بلا فساد , وصدق بلا كذب , وحال بلا رياء وقلب عامرا بالمحبة
من أقواله وعلمه رضى الله عنه
(أي سادة ) الزهد أول قدم القاصدين الي الله عز وجل , وأساسه التقوي , وهي خوف الله رأس الحكمة , وجماع كل ذلك حسن متابعة إمام الأرواح والأشباح , السيد المكرم , رسول الله صلي الله عليه وسلم وأول طريق المتابعة حسن القدوة عملا بحديث " إنما الاعمال بالنيات " ألا ترون أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كيف قال لرجل , قال له يارسول الله : رجل يريد الجهاد وهو يبتغي عرضا من الدنيا , فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم " لا أجر له رواه الثقات وصححوه فمن هذا ومثله علمنا أن نتائج العمل تحسن وتقبح بالنية فعاملو الله بحسن النيات , واتقوه في الحركات والسكنات , وصونوا عقائدكم من التمسك بظاهر ماتشابه من الكتاب والسنة , لأن ذلك من أصول الكفر قال تعالي ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) (آل عمران 7 )
والواجب عليكم وعلي مكلف في المتشابه الايمان بأنه من عند الله , أنزله علي عبده
سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وما كلفنا سبحانه وتعالي تفصيل علم تأويله قال جلت عظمته ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ) ( آل عمران 7) فسبيل المتقين من السلف تنزيه الله تعالي عما دل عليه ظاهره,وتفويض معناه المراد منه إلي الحق تعالي وتقدس وبهذا سلامة الدين سئل بعض العارفين عن الخالق تقدست اسماؤه فقال للسائل : إن سألت عن ذاته , فليس كمثله شيء وإن سألت عن صفاته , فهو أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وإن سألت عن اسمه فـ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ الحشر21 ) وإن سألت عن فعله فـ (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) الرحمن 29 ) وقد جمع إمامنا الشافعي رضي الله عنه جميع ماقيل في التوحيد بقوله : من انتهض لمعرفة مدبره فانتهي إلي موجود ينتهي إليه فكره فهو مشبه وإن إطمأن إلي العدم الصرف , فهو معطل وإن اطمأن لموجود , واعترف بالعجز عن إدراكة فهو موحد
"أي سادة " -: نزهوا الله عن سمات المحدثين , وصفات المخلوقين وطهروا عقائدكم من تفسير معني الاستواء في حقه تعالي بالاستقرار , كاستواء الأجسام علي الأجسام المستلزم للحلول , تعالي الله عن ذلك واياكم والقول بالفوقية والسفلية , والمكان واليد والعين بالجارحة , والنزول بالاتيان والانتقال فإن كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يدل ظاهره علي ما ذكر , فقد جاء في الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود فما بقي إلا ما قاله صلحاء السلف : وهو الإيمان بظاهر كل ذلك ورد علم المراد إلي الله ورسوله ,مع تنزيه الباري تعالي عن الكيف وسمات الحدوث وعلي ذلك درج الأئمة وكل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره قراءته والسكوت عنه ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالي ورسوله ولكم حمل المتشابه علي ما يوافق أصل المحكم لأنه اصل الكتاب والمتشابه لا يعارض المحكم سأل رجل الإمام مالكا بن أنس رضي الله عنه عن قوله تعالي (الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ( طه 5 ) ) فقال : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا وأمر به أن يخرج وقال إمامنا الشافعي رضي الله عنه لما سئل عن ذلك آمنت بلا تشبيه , وصدقت بلا تمثيل , واتهمت نفسي في الإدراك , وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك وقال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه : من قال لا أعرف الله أفي السماء هو أم في الأرض ؟ فقد كفر لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا , ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه وسئل الإمام أحمد رضي الله عنه عن الاستواء فقال : استوي كما أخبر , لا كما يخطر للبشر وقال الإمام ابن الإمام جعفر الصادق عليه السلام : من زعم أن الله في شيء , أو من شيء , فقد أشرك إذ لو كان علي شيء لكان محمولا ولو كان في شيء لكان محصورا ولو كان من شيء لكان محدثا
" أي سادة " أطلبو الله بقلوبكم , هو أقرب إليكم من حبل الوريد أحاط بكل شيء علما
الدين النصيحة إذا قلتم : لاإله إلاالله , فقولوها بالاخلاص الخالص من الغيرية , ومن خطورات التشبيه والكيفية والتحتية والفوقية والبعدية والقربية وخذوا نتائج الأعمال بخالص النية فقد قال سيد البرية عليه أفضل الصلاة والسلام والتحية ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء مانوي فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله ومن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ماهاجر إليه ) عن النبي صلي الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم ) أحكمو أعمالكم علي الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( بني الإسلام علي خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ) عن رسول الله صلي الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم إياكم ومحدثات الأمور قال عليه الصلاة والسلام : (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهور رد ) عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم عاملوا الله بالتقوي وعاملو الخلق بالصدق وحسن الخلق عاملو أنفسكم بالمخالفة , وقفوا عند الحدود (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا ( النحل 91 )
إياكم والكذب علي الله والخلق فإن الدعوي كذب علي الله وخلقه كل العبودية معرفة مقام العبدية الدين عمل بالأوامر , واجتناب عن النواهي , وخضوع وانكسار في الأمرين العمل بالأوامر يقرب إلي الله والاجتناب عن النواهي خوف من الله طلب القرب بلا أعمال , محال وأي محال الخوف مع الجرأة فضيحة أطلبوا الله بمتابعة رسوله صلي الله عليه وسلم وإياكم وسلوك طريق الله بالنفس والهوي فمن سلك الطريق بنفسه ضل في أول قدم
"أي سادة " عظموا شأن نبيكم هو البرزخ الوسط الفارق بين الخلق والحق عبدالله حبيب الله , رسول الله , أكمل خلق الله , أفضل رسل الله , الداعي الي الله المخبر عن الله ,الآخذ من الله , باب الكل إلي الحظيرة الرحمانية وسيلة الكل إلي الحظيرة الصمدانية ومن اتصل به اتصل ومن انفصل عنه انفصل قال صلوات الله وتسليماته (لايؤمن أحكم حتي يكون هواه تبعا لما جئت به ) حديث صحيح
"أي سادة " إعلموا أن نبوة نبينا صلي الله عليه وسلم باقية بعد وفاته كبقائها حال حياته , إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها وجميع الخلق مخاطبون بشريعته الناسخة لجميع الشرائع ومعجزاته باقية وهي القرآن قال تعالي (قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ( الإسراء 88 )
" أي سادة " من رد أخباره الصادقة كمن رد كلام الله تعالي آمنا بالله, وبكتاب الله ,وبكل ماجاء به نبينا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم قال تعالي (وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) (النساء 115 ) أفضل الصحابة سيدنا أبو بكر رضي الله عنه , ثم سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه , ثم عثمان ذو النورين رضي الله عنه , ثم علي المرتضي كرم الله وجهه ورضي عنه والصحابة رضي الله عنهم كلهم علي هدي روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) يجب الإمساك عما شجر بينهم وذكر محاسنهم , ومحبتهم , والثناء عليهم , رضي الله عنهم أجمعين فأحبوهم وتبركوا بذكرهم , واعملوا علي التخلق بأخلاقهم قال النبي عليه السلام لأصحابه : (أوصيكم بتقوي الله والسمع والطاعة , وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيري اختلافا كثيرا , فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمورفإن كل بدعة ضلالة رواه أبو داود , والترمذي , وقال : حديث حسن صحيح ونوروا كل قلب من قلوبكم بمحبة آله الكرام عليهم السلام فهم أنوار الوجود اللامعة وشموس السعود الطالعة قال تعالي
قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ( الشوري 22) وقال صلي الله عليه وسلم (الله الله في أهل بيتي ) ( رواه الدولابي في الذرية الطاهرة , وهو صحيح ) من أراد الله به خيرا ألزمه وصية نبيه في آله فأحبهم واعتني بشأنهم وعظمهم وحماهم وصان حماهم وكان لهم مراعيا , ولحقوق رسوله فيهم راعيا المرء مع من أحب ومن أحب الله أحب رسول الله ومن أحب رسول الله أحب آل رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن أحبهم كان معهم وهم مع أبيهم عليه الصلاة والسلام قدموهم عليكم ولا تقدموهم وأعينوهم وأكرموهم يعود خير ذلك عليكم
إلصقو بأولياء الله (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(62)الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) ( يونس 62 و 63 ) الولي من واد الله , وآمن به واتقاه فلا تحادو من واد الله جاء في بعض الكتب الإلهية ( من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) ( رواه الامام أحمد بلفظ ( إن الله تعالي قال : من عادى لي وليا الحديث رواه البخاري الله يغار لأوليائه وينتقم لهم ممن يؤذيهم ويكرمهم بصون محبيهم وعون من يلوذ فيهم هم أخص المخاطبين بآية ( السجدة فصلت 31 ) عليكم بمحبتهم والتقرب إليهم تحصل لكم بهم البركة كونوا معهم , (أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ( المجادلة 22 )
" أي سادة " حدوا المراتب وإياكم والغلو أنزلو الناس منازلهم أشرف النوع الإنساني الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأشرف الأنبياء نبينا محمد صلي الله عليه وسلم وأشراف الخلق بعده آله وأصحابه وأشراف الخلق بعدهم التابعون أصحاب خير القرون هذا علي وجه الإجمال وأما علي وجه الإفراد , فالنص النص , وإياكم والأخذ بالرأي فما هلك من هلك إلا بالرأي هذا الدين لايحكم فيه بالرأي أبدا حكموا آراءكم في المباحات(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ( النساء 59 ) إياكم وتفضيل بعضهم علي بعض رفع الله تعالي بعضهم علي بعض درجات لكن لايعرفها غيره ومن ارتضي من رسول أيدوا هذه العصابة بترك الدعوي شيدوا أركان هذه الطريقة المحمدية بإحياء السنة وإماتة البدعة
" أي سادة الفقير علي الطريق مادام على السنة فمتي حادعنها زل عن الطريق قيل لهذه الطائفة : الصوفية , واختلفت الناس في سبب التسمية وسببها غريب لا يعرفه الكثير من الفقراء , وهو إن جماعة من مصر يقال لهم بنو الصوفة وهو الغوص بن مر بن أدبن طابخة الربيط كانت أمه لا يعيش لها ولد فنذرت إن عاش لها ولد لتربطن برأسه صوفة , وتجعله ربيط الكعبة وقد كانو يجيزون الحاج, إلي أن من الله بظهور الإسلام فأسلموا وكانوا عبادا ونقل عن بعضهم حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم فمن صحبهم سمي بالصوفي وكذلك من صحب من صحبهم أو تعبد ولبس الصوف مثلهم ينسبونه إليهم فيقال : صوفي ونوع الفقراء الأسباب فمنهم من قال التصوف الصفاء ومنهم من قال : المصافاة وغير ذلك وكله صحيح من حيث معناه لأن أهل هذه الخرقة التزموا الصفاء والمصافاة , وعملوا بالآداب الظاهرة وقالوا : إنها تدل علي الآداب الباطنة وقالوا : أن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن وقالوا : من لم يعرف أدب الظاهر لا يؤتمن علي أدب الباطن كل الآداب منحصرة في متابعة النبي صلي الله عليه وسلم قولا وفعلا , وحالا وخلقا فالصوفي آدابه تدل علي مقامه زنوا أقواله وأفعاله وأحواله وأخلاقه بميزان الشرع , يعلم لديكم ثقل ميزانه وخفته خلق النبي القرآن قال تعالي (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ( الأنعام 38 ) ومن التزم الآداب الظاهرة دخل في جنسية القوم وحسب في عدادهم ومن لم يلتزم الآداب الظاهرة فهو فيهم غير , لا يلتبس حاله عليهم , لأن استعمال الآداب دليل الجنسية , بل تكون علة الضم , قال رويم : التصوف كله أدب , وهذا الأدب الذي أشارت اليه الطائفة أدب الشرع , كن متشرعا ودع حاسدك يكذب عليك , وينسب ما يحب إليك
ولست أبالي من زماني بريبة
إذا كنت عند الله غير مريب
إذا كان سري عند ربي منزها
فما ضرني واش أتي بغريب