السادة الرفاعية
الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 Essalamwu81ub6
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة
نرحب بك عضوا جديدا
مشاركا تفيد وتستفيد

كما يمكنك الان تفعيل اشتراكك بالمنتدى
خلال 5 دقائق وذلك من قبل ادارة المنتدى

مع تحيات ادراة المنتدى
السادة الرفاعية
الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 Essalamwu81ub6
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة
نرحب بك عضوا جديدا
مشاركا تفيد وتستفيد

كما يمكنك الان تفعيل اشتراكك بالمنتدى
خلال 5 دقائق وذلك من قبل ادارة المنتدى

مع تحيات ادراة المنتدى
السادة الرفاعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السادة الرفاعية

ابناء العارف بالله سيدي على اسماعيل حسن
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 16774724df41ae8 الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 76060322wb8
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» حزب الستر (من أحزاب الإمام الرفاعي رضي الله عنه) مجرب
الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 01, 2020 1:11 pm من طرف الشامى

» صور الشيخ على اسماعيل و الشيخ ابو الحجاج
الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 24, 2019 10:05 pm من طرف حماده يونس

» من أقوال الامام على رضى الله عنه :-
الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 I_icon_minitimeالخميس يناير 31, 2019 11:08 pm من طرف عبده الطيب

» متى يفرح الانسان بعمله ؟
الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 I_icon_minitimeالخميس يناير 31, 2019 10:43 pm من طرف عبده الطيب

» اريد راي اخواني في هذه الابيات
الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 28, 2018 1:02 pm من طرف الشامى

» للفقراء والمرضى والمحتاجين
الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 28, 2018 12:45 pm من طرف الشامى

» عجائب الصلاة على سيدنا رسول الله
الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 28, 2018 12:31 pm من طرف الشامى

» الصلاة الأسبقية جوهرة الأسرار
الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 28, 2018 12:11 pm من طرف الشامى

» ببيت الصفا لما جليت صفا خمري لعمي الشيخ ابوالحجاج
الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 24, 2018 12:31 am من طرف ممدوح عبدالعزيز

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
pubarab
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
pubarab
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 6 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 6 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 117 بتاريخ الخميس نوفمبر 14, 2024 5:22 pm

 

 الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سيداحمدالعطار
خادم الاخوان
سيداحمدالعطار


عدد المساهمات : 28
تاريخ التسجيل : 05/08/2012
العمر : 62

الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 Empty
مُساهمةموضوع: الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1   الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 05, 2012 11:54 pm

أحباب سيدنا رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتشرف بإنزال هذا الكتاب
بديوانكم المبارك
وكل عام وأنتم بخير
ــــــــــــــــــــــــــــ

حِكَم
السيد أحمد الرفاعي
للإمام السيد الشيخ أحمد الرفاعي

512 – 578 هجرية

رضي الله عنه

حقّقه وعلق عليه

عبد الغني نكه مي

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المحقق

الحمد لله الذي جعلنا من الأمة المحمدية ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد البرية ، والرضا على جميع الآل والصحب والذرية .

وبعد ، فإن بين يديك أخي القارئ رسالة " الحكم " وهي – كما ترى – صغيرة في حجمها كبيرة في فوائدها ، قالها بفمه السيد الجليل ، الشيخ الإمام "أحمد الرفاعي " رضي الله عنه .

وكيف لا تكون كبيرة في فوائدها ، والله هو الفتاح على قائلها ، ومن بعد على قارئها ومطبق ما فيها من الجواهر المكنونة .

ولقد قال الله تعالى : { يؤتي الحكمة من يشاء ، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً } ( البقرة : 269 ) .

إذن ، فالخير الكثير يكون في الحكمة وتطبيقها ، ومن يغمض عينيه ، ويسد أذنيه عن سماع الخير : يكون قد برهن لنفسه على أنه عدو الحكمة والحكماء ، أسأل الله السداد في القول والعمل ، لي ، ولأحبائي ، ولجميع المسلمين .



وهذا وقت الشروع في تقديم ترجمة موجزة عن حياة سيدنا " أحمد الرفاعي" رضي الله عنه :





ترجمة المؤلف

رضي الله عنه



نسبه :

هو السيد الجليل ، القطب الوارث المحمدي : أحمد بن على بن يحيي بن ثابت ، بن على الحازم بن أحمد بن على بن الحسن – الملقب : برفاعة الهاشمي المكي – ابن المهدي بن محمد ، بن الحسن ، بن الحسين بن أحمد بن موسى الثاني ، ابن إبراهيم المرتضي ، ابن الإمام موسى الكاظم ، ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين على ابن الإمام الحسين – الشهيد بكربلاء – ابن سيدنا على رضي الله عنه ، وعنهم أجمعين .





مولـده :

ولد رضي الله عنه في " قرية حسن " بالبطائح في شهر رجب الفرد ، سنة 512 هجرية .


نشأتـه :

درس القرآن الكريم ، ولما بلغ من العمر سبع سنين ، توفي والده ببغداد ، فكفله خاله الشيخ منصور البطائحي ، الأنصاري الحسيني رضي الله عنه، ونقله ووالدته وإخوته ، إلى بلدة نهر دقلي – من أعمال واسط بالعراق – ثم نقله إلى واسط ، وأدخله على الإمام العلامة ، المقرئ الحجة الشيخ : على أبي الفضل الواسطي رحمه الله تعالى ، فتولى أمر تربيته وتعليمه وتأديبه ، فبرع في العلوم النقلية والعقلية ، واشتهر وأحرز قصب السبق على أقرانه ، ولا زال يعظم أمره ، وينمو علمه ، حتى تفرد في زمانه ، ورجع إليه اشياخه ، وقد أفاض الله عليه من العلوم والأداب الشئ الكثير ، من فضل الله تعالى ولطيف توفيقه.





أخلاقه وعلمـه :

كان رضي الله عنه : يسكت حتى يقال : إنه لا يتكلم ، فإذا تكلم بلّ بعذوبة كلامه الغليل ، ترك نفسه وتواضع للناس ، من غير حاجة إلى مالهم أو جاههم ، وكان لين العريكة ، هين المؤونة ، سهل الخلق ، كريم النفس ، حسن المعاشرة ، بساماً من غير ضحك ، اجتمعت فيه مكارم الأخلاق..

وكان رضي الله عنه فقيها ، عالما ، مقرئاً ، مجوداً ، محدثاً ، مفسراً ، وله إجازات وروايات عاليات ، يعلم الناس





سنن الرسول صلى الله عليه وسلم ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

وكان إذا قال قولا : أتبعه بصحة العلم ، وصدق القول ، ولم يخالف قوله فعله قط.



من ثناء الأئمة عليه :

قال الإمام الذهبي – رحمه الله تعالى – عند ترجمة الإمام الرفاعي : الإمام ، القدوة، العابد ، الزاهد ، شيخ العارفين.( )

وقال المؤرخ ابن العماد الحنبلي – رحمه الله تعالى – عند ذكر وفاة الإمام الرفاعي : الشيخ ، الزاهد ، القدوة .

وقال ابن خلكان : كان رجلا صالحاً ، شافعيا فقيها ، انضم إليه خلق من الفقراء ( ) وأحسنوا الاعتقاد فيه ، وهم الطائفة الرفاعية ويقال لهم : الأحمدية( ).





وفاته :

انتقل إلى رحمة الله تعالى وقت الظهيرة ، في اليوم الثاني عشر من جمادى الأولى ، سنة (578) هجرية ، ودفن في " أم





عبيدة " في قبته المباركة المشهورة ، فكانت مدة حياته : ستة وستون عاما قضاها بالعلم والعمل ،والذكر والتذكير ، وخرج من الدنيا ، فم يصب منها ، ولم تصب منه ، لزهده وورعه ، فرضي الله تعالى عنه ، وعن أسلافه الطاهرين , وفروعه الطيبين ، وعنا بهم ، وعن جميع المسلمين ، والحمد لله رب العالمين .

حلب – جامعة العثمانية

في اليوم الأول من شهر ذي الحجة المفتقر إلى عفو ربه

سنة / 1407 / هـ عبد الغني نكه مي













بسم الله الرحمن الرحيم



مقدمة الواسطي



الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا ونبينا محمد رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه .

أما بعد ، فيقول فقير رحمة ربه ، على أبو الفضل الواسطي الشافعي ، أحسن الله إليه بالعفو والمغفرة ، آميـن.

" رأيت في خزائن الحبر الجليل " ، العريق الأصيل ، الشيخ عبد السميع الهاشمي – نفعنا الله بعلومه – هذه الرقاع بخط السيد الكبير ، والولي المقدم الشهير ، شيخ المشايخ ، الجبل الراسخ ، بحر المعارف ، وكنز العوارف( ) ، رب اليد البيضاء ، والمنقبة العظمى ، تاج أولياء عصره ، أبي العباس ، القطب الشريف السيد أحمد محيي الدين ، صاحب العلمين ( ) ابن السيد الجليل ولي الله أبي الحسن على الحسيني الرفاعي ، قدس الله سره ، ورضي عنه ، وقد كتب على حاشيتها شيخنا الشيخ عبد السميع الهاشمي بخطه : " هذه حكم الغوث الشريف ، سيدنا السيد أحمد الرفاعي الحسيني ، رضي الله عنه ، تكرم بها عليّ ، وأمرني بحفظها ، وهي من أنفس الذخائر لمن وفقه الله تعالى " . انتهى .







بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد ، وآله وصحبه أجمعين ، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

من العبد اللاشيئ : أحيمد ، إلى الشيخ المحتشم أخينا عبد السميع الهاشمي ، كان الله لنا وله وللمسلمين ...آمين .

أي أخي : أوصيك بتقوى الله ([1])، وإتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ([2]) ، وأحب أن تحرص على نصيحتي هذه ، فهي نافعة لك ولأمثالك إن شاء الله ، وإياك أن تودعها غير أهلها فتظلمها !

أي عبد السميع :

1- الفقير ([3]) إذا انتصر لنفسه تعب ([4]) ، وإذا سلم الأمر إلى الله تعالى نصره من غير عشيرة ولا أهل .

2- العقل كنز الفوائد ، وكيمياء السعادة .

3- العلم شرف في الدنيا ، وعز في الآخرة ([5])

4- ما أقام مع المستعار إلا المحجوب ([6])

5- ليست النائحة الثكلى ([7]) كالنائحة المستأجرة .

6- كم طيرت طقطقة النعال حول الرجال من رأس وكم أذهبت من دين ؟!.

7- لفظتان ثلمتان ([8]) في الدين : القول بالوحدة ([9]) والشطح المجاوز حد التحدث بالنغمة .

8- دفتر حال الرجل : أصحابه ([10])

9- تعب الناس وحسابهم على الرئاسة ([11]) والشهوة وفيهما الغايات!.

10- كل حقيقة خالفت الشريعة فهي زندقة ([12]).

11- غاية المعرفة بالله : الإيقان بوجوده تعالى ، بلا كيف ولا مكان([13]).

12- ثقل مرض الموت ، أول قناطر المعرفة بالله عند المحجوبين ، ولهذا قيل لنا : موتوا قبل أن تموتوا . حضرة الموت تكشف الحجب ، كما ورد : الناس نيام ، فإذا ماتوا انتبهوا" ([14]).

13- كل توحيدك قبل تنزيهه تعالى شرك ([15]) ، التوحيد : وجدان في القلب يمنع عن التعطيل والتشبيه .

14- رح وتعالى ، كلك خيال ، إنزل يا مسكين عن فرس عجبك.

15- رب عثرة ، أوصلت الحفرة ، رب علم ثمرته جهل ، ورب جهل ثمرته علم .

16- كيف يصبح لك عز العلم وأنت كسوت علمك ثوب الذل؟ ([16]).

17- لا تظن أن صبغك يستر شيبك ، غيره وما ستره .

18- لو خطا الرجل من قاف إلى قاف ([17]) ، كان جلوسه أفضل ، ولو تكلم عن الذات والصفات ، كان سكوته أفضل.

19- من تطاول على الخلق ، قصر عند الخالق ، من تعالى على العباد ، سقط من عين المعبود .!

20- كل حال تحوله فيه ، وكل ظاهر به ما يخفيه .

21- من أدرع بدرع الصبر ، سلم من سهام العجلة .

22- الرجل المتمكن إذا نصب له سنان ([18]) على أعلى جبل شاهق في الأرض ، وهبت عليه رياح الليالي الثمان ([19]) ما غيرت منه شعرة واحدة .

23- الكاذب يقف مع المبدعات ، والعاقل غايته وراءها .

من كمل أنفت نفسه من كل شيء غير ربه .

24- الخلق كلهم لا يضرون ولا ينفعون ([20]) حجب نصبها لعباده ، فمن رفع تلك الحجب وصل إليه .

25- الإطمئنان بغيره تعالى خوف ، والخوف منه اطمئنان من غيره .

26- تحت كل حالة ، حال رباني ، لو عرفته لعلمت أنك تسكن به وتسعى به وأنت مسخر: " اعملوا ولا تتكلون ، فكل ميسر لما خلق له([21]).

الصوفي ([22]) : من صفا ، فلم ير لنفسه على غيره مزية .

27- كل الأغيار([23]) حجب قاطعة ، فمن تخلص منها وصل.

الوقت سيف يقطع من قطعه ([24])

28- علامة العاقل : الصبر عند المحنة ([25]) ، والتواضع عند السعة ، والأخذ بالأحوط ، وطلب الباقي سبحانه وتعالى .

29- علامة العارف : كتمان الحال ، وصحة المقال ، والتخلص من الآمال ([26]).

30- الدنيا والآخرة بين كلمتين : عقل ودين .

31- العلم ما رفعك عن رتبة الجهل ([27]) ، وأبعدك عن

منزل العزة ([28]) ، وسلك بك سبيل أولي العزم .

32- الشيخ ([29]) من إذا نصحك أفهمك، وإذا قادك دلك ، وإذا أخذك نهض بك .

33- الشيخ من يلزمك الكتاب والسنة ، ويبعدك عن المحدثة والبدعة ([30]).

34- الشيخ ظاهرة الشرع ، وباطنه الشرع .

35- الطريقة : الشريعة ، لوث هذه الخرقة ([31]) كذاب ([32])

قال : الباطن غير الظاهر ! العارف يقول : الباطن باطن الظاهر ، وجوهره الخالص .

36- القرآن بحر الحكم كلها ([33]) ولكن أين الأذن الواعية ؟!.

37- رنة النجاح تسمع عند قرع باب الرضا من الله ([34]) ، أرض عن الله ، ونم مرضيا ، ولك الأمن ([35]).

38- ما شم رائحة المعرفة من افتخر : بأبيه وأمه ، وخاله وعمه ، وماله ، ورجاله ([36]) ليس عند الله على شيء من رأى نفسه !

39- لو عبد الله العابد بعباده الثقلين ، وفيه ذرة من الكبر ([37]) فهو من أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم .

40- ثلاث خصال من كن فيه لا يكون وليا إلا إذا طهره الله منهن : الحمق ، والعجب ، والبخل .

41- أكذب الناس على الله والخلق : من رأى نفسه خيرا من الخلق !.

42- كل الظلم : التعالي على الناس . الظلم حرص الرجل على المراتب الكاذبة الدنيوية ، ومنها أن يحب الارتفاع على أخيه بكلمه أو جلسة لا حق له به ، وعلى ذلك تقاس المراتب .!

43- من أخذ الناس بقوته القاهرة ([38]) ترك في قلوبهم الضغائن عليه كيف كان !.

ومن أخذ الناس بانكساره ترك في قلوبهم الاعتراف له ، عز أو هان .

44- نعم الرفيق في بلاد الله تقوى الله ([39]) ونعم المزاح الإخلاص.

45- لن يصل العبد إلى مرتبة أهل الكمال ، وفيه بقية من حروف : أنـا ([40]).

46- الشطاح يقف مع شطحه حالة الشطح ، إذا لم يسقط والكامل لا يشتغل عن خدمته.

47- الدعوى : بقية رعونة في النفس ، لا يحتملها القلب فينطق بها لسان الأحمق!.

48- التحدث بالنعمة ذكر القربية ، والتخلص من تجاوز مرتبة العبدية .

49- العارف لا ينظر إلى الدنيا ولا إلى الآخرة ([41]).

50-كل الكمال ترك الأغيار ، وطرح الاستبشار بحوادث الأكوان ، والذل بكسوة الفناء ، بين يدي الحي الذي لا يموت.

51- لا تجعل رواق ([42]) شيخك حرما ([43]) وقبره صنما وحالة دفة الكدية ([44]).

52- الرجل من يفتخر به شيخه ، لا من يفتخر بشيخه.

53- من أصم أسماعه عن أصوات الأغيار سمع نداء : { لمن الملك اليوم } ([45]) فنزل عن فرس : كذبه ، وعجبه، وأنانيته ، وحوله وقوته ، ووحدته ، وانقهر في مقام عبوديته.

54- إياك والقول بالوحدة ([46]) التي خاض بها بعض المتصوفة .

55- إياك والشطح ، فإن الحجاب بالذنوب أولى من الحجاب بالكفر : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } ([47])

56- إذا رأيت الرجل يطير في الهواء فلا تعتبره ، حتى تزن أقوال هو أفعاله بميزان الشرع .

57- إياك والإنكار على الطائفة ([48]) في كل قول وفعل سلم لهم أحوالهم ، إلا إذا ردها الشرع فكن معه ([49])

58- التكلم بالحقائق قبل هجر الخلائق ([50]) من شهوات النفوس

59- من عدل عن الحق إلى الباطل تبعا لهوى في نفسه ، فهو من الضلال بمكان ([51])

60- أول أبواب المعرفة : الاستئناس بالله سبحانه وتعالى ، والزهد أول قدم القاصدين إلى الله عز وجل ([52])

61- من مات محبا مات شهيدا ، ومن عاش مخلصاً عاش سعيداً ، وكلا الأمرين بتوفيق الله تعالى .

62- من سلك الطريق بنفسه ([53]) أعيد قسراًَ ، هذه الطريقة لاتورث عن الأب والجد ([54]) إنما هي طريقة العمل والجد ، والوقوف عند الحد ([55]) وذر الدموع على الخد ، والأدب مع الله تعالى .

63- ظن بعض الجهلة أن هذه الطريقة تنال بالقيل والقال ، والدرهم والمال ، وظواهر الأعمال ! لا والله ، إنما نيلها بالصدق والانكسار ، والذل والافتقار وإتباع سنة النبي المختار ، وهجر الأغيار.

64- من اعتز بذي العزة عز ([56]) ومن اعتز بغيره وقف معه بلا عز ! .

65- كتاب الله آية جامعة اندرجت فيها الآيات الربانيات ([57])

66- من أنعم الله عليه بفهم بواطن كتابه ، والتزام ظاهر الشرع ، فقد جمع بين الغنيمتين ، ومن أخذ برأيه ضل ، وانقطع عن الباطن والظاهر.

67- ذكر الله جنة ([58]) من كل نازلة سماوية ، وحادثة أرضية ، أجل ، إن الذاكر جليس الحق ([59]) ، فعليه أن يتأدب مع المذكور ، لكيلا يقطع عن المجالسة ، التي هي بركة القبول والطهارة عن الغفلة .

68- كل لسان يتلكم مترجما عن حضرة القلب: يظهر بضاعتها ، ويفتح خزانتها ، فمن طهرت حضرة قلبه ([60]) : طاب لسانه ، وعذب بيانه ، فإن اعتبر بالفتح السيال على لسانه ، واعتنى بتطهير حضرة القلب : ازداد عرفانه وبرهانه ، ومن اكتفى بحظ اللسان بقى مع الأقوال ، قصير الباع عن تناول ثمرات الأفعال!

69- روح جسم المعرفة الانتباه الدائم ([61]) والسر السليم والقلب الرحيم ، والقدم الثابت.

70- من الحكمة : أن تودع المعروف أهله ، ومن الصدق : أن لا تمنعه أهله ، وثمرة الصنيعين من الله تعالى .
71- إذا أودعت معروفا فلا تكفره ([62]) فإنه ثقيل عند الله .

72- ما أفلح من دس ([63]) ، ولا عز من ظلم ([64]) ، ولا يتم حال لباغ ([65]) ولا يخذل عبد رضي بالله وكيلاً ونصيراً ([66])

73- مشكك ([67]) لا يفلح ، ودساس لا يصل ، وبخيل لا يسود ([68]) وحسود ([69]) لا ينصر ، وكلب الدنيا لا يستولى على لحم جيفتها ([70]) والله محول الأحوال.

74- غارة الله تقصم وتقهر ، وتدمر وتفعل ، وتقلب حال مملكة كسروية لكسر قلب عبد مؤمن انتصر بالله .

75- كل الناس يرون أنفسهم فيغان ([71]) على قلوبهم ، فالمحمدي يستغفر ويدفع الحجاب ([72]) والمحجوب يزداد طمسا على طمس ، والمعصوم من عصمه الله .

76- لا دواء للحمق ([73]) ولا دافع للحق ([74]) ولا صحبة للمغرور([75]) ، ولا عهد للغادر ([76]) ولا نور للغافل ، ولا إيمان لمن لا عهد له ([77])

77- كتب الله على كل نفس زكية أن تعذب في الدنيا بأيدي الأشرار ، وألسنة الفجار.

وكتب على كل نفس خبيثة أن تسيء للمحسن ، وتمكر بالمجمل.

والعون الإلهي محيط بالعبد المخلص المنكسر: { وما للظالمين من أنصار } ([78])

78- علامة العدو : أن يرغب بما في يدك، وأن يرغب عنك إذا قل مالك ، وان يستل سيف لسانه بمغيبتك ، وأن يكره أن تمدح! فدعه لله ، فهو عثور على رأسه ، كالنار تأكل حطبها : { وكفى بالله نصيراً } ([79])وعلامة الصديق : أن يحبك لله فالصق به ، فإن أهل المحبة لله قليل ([80])

79- أول كلام بعض الفقراء ، وكأنك تدرأ الحدود بالشبهات ، لو كنت في زمن الحلاج ([81]) لأفتيت مع من أفتى بقتله ، إذا صح الخبر، ولأخذت بالتأويل الذي يدرأ عنه الحد ، ولقنعت منه بالتوبة والرجوع إلى الله ، فإن باب الرحمن لا يغلق([82]).

80- وهب الله عبادا من عباده رتبا رفيعة أطلع عليها أهل الوهب ، فمن أدرك سر الله في طي هذه المواهب : تواضع للخلق جميعا ، فإن الخواتيم مجهولة ، وساحة الكرم ، وسيعة ، ولا قيد في حضرة الوهب،{ يفعل الله ما يشاء } ([83]) { يختص برحمته من يشاء } ([84]).

81- قال بعض الأعاجم من صوفية خراسان : إن روحانية ابن شهريار الصوفي الكبير ([85]) قدس سره يتصرف في ترتيب جموع الصوفية في العرب والعجم إلى ما شاء الله ! ذلك لم يكن إلا لله الوهاب الفعال.

82- النيابة المحمدية عند أهل القلوب ثابتة ، تدور بنوبة أهل الوقت على مراتبهم وتصرف الروح لا يصح لمخلق، إنما الكرم الإلهي يشمل أرواح بعض أوليائه ، بل كلهم فيصلح شأن من يتوسل بهم إلى الله ، قال تعالى : { نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة } ([86]) . هذا الحد.

83- إياك وفرط الأعاجم ، فإن في أعمال بعضهم الإطراء الذي نص عليه الحبيب ، عليه صلوات الله وسلامه ([87])

84- وإياك ورؤية الفعل في العبد حيا كان أو ميتاً ، فإن الخلق كلهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعاً.

نعم خذ محبة أحباب الله وسيلة إلى الله ، فإن محبة الله تعالى لعباده سر من أسرار الألوهية يعود صفة للحق ، ونعم الوسيلة إلى الله سر ألوهيته ، وصفة ربوبيته .

85- الولي من تمسك كل التمسك بأذيال ، النبي صلى الله عليه وسلم ([88]) ورضي بالله وليا ([89])

86- من اعتصم بالله جل ([90]) ومن اعتمد على غير الله ذل ([91]) ومن استغنى بالأغيار قل ([92]) ، ومن اتبع غير طريق الرسول ضل([93])

87- العلم نور ، والتواضع سرور .

88- الهمة حالة الرجل مع الله ، يتفاوت علو مرتبة الإيمان بعلو الهمة .

89- من أيقن أن الله الفعال المطلق : صرف همته عن غيره.

90- من علت في الله همته ، صحت إلى الله عزيمته ، وانفصلت عن غير الله هجرته.

91- مائدة الكرام يجلس عليها البر والفاجر.

92- لله عند الخواتيم حنان ولطف على عباده فوق حنان الوالدة على ولدها ([94])

93- إن الله إذا وهب عبده نعمة ما استردها ([95]).

94- فيوضات المواهب الإلهية فوق مدارك العقول وتصورات الأوهام .

95- من علم أن الله يفعل ما يريد ، فوض الأمر إلى الفعال المقتدر ، وفرش جبينه على تراب التسليم .

96- كل الحقائق إذا انجلت يقرأ في صحائفها سطر: { كل شيء هالك إلا وجه} ([96])

97- إذا أمعنت النظر في دوائر الأكوان : رأيت العجز محيطا بها ، والافتقار قائما معها ، ولربك الحول والقول ، والغنى والقدرة ، وحده لا شريك له .

98- مزالق الأقدام : الدعوى ، ورؤيا النفس ، ومعارضة الأقدار!

99- لو كان لك ما ادعيت من الحول والقوة والقدرة لما مت .

100- أين أنت يا عبد الرياسة ، أين أنت يا عبد الدعوى؟ أنت على غرة ، تنح عن رياستك وغرتك ، والبس ثوب عبديتك وذلتك.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saydatar.ahlamontada.com/
سيداحمدالعطار
خادم الاخوان
سيداحمدالعطار


عدد المساهمات : 28
تاريخ التسجيل : 05/08/2012
العمر : 62

الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1   الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 06, 2012 12:04 am

تكملة الكتاب
الجزء 2
بعد تحياتى لكم أحباب الحبيب
صلى الله عليه وآله وسلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الجزء الثانى من كتاب الحكم للإمام أحمد الرفاعى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
101- كل دعواك كاذبة ، وكل رياستك وغرتك هزل ، القول الفصل :
{ قل كل من عند الله } ([97])

102- سر بين الحائطين : حائط الشرع ، وحائط العمل. ([98])

103- اسلك طريق الاتباع ، فإن طريق الاتباع خير وطريق الابتداع شر ، وبين الخير والشر بون بيّن .

104- مرغ خدك على الباب ([99]) ، وافرش جبينك على التراب ، ولا تعتمد على عملك ،
والجأ إلى رحمته تعالى وقدرته ، وتجرد منك ومن غيرك ، علك تلحق بأهل السلامة
:{الذين آمنوا وكانوا يتقون } ([100])

105- بركة العبد في الوقت الذي يتقرب به إلى الله عز وجل ([101])

106- الأولياء لهم الحرمة في الباب الإلهي ،
ولو لا أن جعل {الله } لهم هذه القسمة لما اختصهم دون غيرهم بولايته سبحانه وتعالى ،
هؤلاء حزب الله ، جيشه العرمرم الذي أيد الله به الشريعة ونصر به الحقيقة ،
وصان به شرف نبيه صلى الله عليه وسلم وألحقه به .

قال تعالى : { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبع من المؤمنين}([102])

107- المعرفة بالله على أقسام ، وأعظم أقسامها : تعظيم أوامر الله تعالى .

108- بين العبد وبين الرب حجاب الغفلة لا غير ،
قال تعالى : {فاذكروني أذكركم } ([103])

109- العبد العارف يفزع إلى الله ، ويتوقع سر الله ، وسر الله :
العون الناشيء من محض الكرم والفضل من دون سابقة صنع ولا عمل.

110- القلب يتقلب بين أصبعي قدرة الرحمن ، فاسألوا الله أن يثبت القلوب على محبته ودينه ([104])
{ وكفى بالله وليا } ([105]).

111- المظاهر البارزة منها ما قيض للخير ، ومنها ما قيض للشر، والمتصرف فيها باريها
، فالمظهر المقيض للخير يشكر ، والمظهر المقيض للشر ينكر ، والله في الحالين يذكر.

112- لا يتم نظام رجل أقامة الله مظهرا للشر ،
لأن الله لو أراد أن يتم نظامه لما أقامة مظهرا فيما يكرهه .

113- دع عنك الاهتمام بتقويم المعوج قبل بروز الساعة ([106])
المقومة ، فإن سحاب الخير يمطر بإبانه، ولا يطلب قبل أوانه.

114- لا تسقط همتك بيد همك ([107]) فتنقلب عن المطالب العلية ،
فإن الهم كافور الهمة والإقدام عنبرها ، والمقضي كائن وغيره لا يكون .

115- قف عند أفعالك التي وهبت لك ، ولا تكلف نفسك تبديل ما اضطررت بفعله
، ولا تراك مجبوراً ولا مختاراً ، فإن الأمر بين الأمرين .

116- كل ولي يقول ويصول فهو في حجاب القول والصولة ،
حتى ينقهر تحت سطوة الربوبية ([108]) ، ويفيء إلى أمر الله ،
فإذا فاء دنا فتدلى بصدقه إلى قاب قوسي المتابعة المحمدية ، وحينئذ تصح له رتبة العبودية
التي هي أكمل الرتب وأعلاها ، وأقربها من الله وأدناها ، وأعظمها وسيلة إليه وأقواها
، وليس للخلق سواها.

117- كل من اكتحل بإثمد التوفيق علَمِ علْمَ اليقين ، وحق اليقين
: أن المباطن والمظاهر تحت قهر الباطن الظاهر.

118- صفاء القلب والبصيرة ، ونفاذ نور البصر يكون من قلة الطعام والشراب
، لأن الجوع يزيل الكبير والتعاظم والتجبر ، وبه تعذيب النفس حتى تصير مشغولة بالحق
، وما رأيت شيئا يكسر النفس مثل الجوع قط ، وأما الشبع ([109]) فإنه يورث قسوة القلب وظلمته
، وعدم نفاذ نور البصيرة ، وتكثر بسببه الغفلة ([110])

119- رعاية خواطر الجيران ([111]) أولى من رعاية خواطر الأقارب ،
لأن الأقارب خواطرهم مجبورة بالقرابة ، والجيران لا .

120- القلب المنور يميل إلى صحبة الصلحاء والعارفين ،
وينفر من صحبة المتكبرين والجاهلين ([112])

121- معاملة عباد الله بالإحسان ، توصل العبد إلى الديان ،
والصلاة على رسول صلى الله عليه وسلم تسهل المرور على الصراط ، وتجعل الدعاء مستجابا
، والصدقة تزيل غضب الله والإحسان للوالدين يهون سكرات الموت.

122- صحبة الأشرار ، والحمقى والظلمة وأهل الحسد : ظلمة سوداء.

123- العارف من كان على جانب كبير من سلوك طريق الحق ،
مع المواظبة والاستقامة عليه فلا يتركه دقيقة واحدة.

124- الصوفي يتباعد عن الأوهام والشكوك ، ويقول بوحدانية الله تعالى في ذاته
، وصفاته ، وأفعاله ، لأنه ليس كمثله شيء، يعلم ذلك علما يقينا، ليخرج من باب العلم الظني ،
وليخلع من عنقه ربقة التقليد ([113])

125- الصوفي لا يسلك غير طريق الرسول المكرم صلى الله عليه وسلم
فلا يجعل حركاته وسكناته إلا مبنية عليه .

126- الصوفي لا يصرف الأوقات في تدبير أمور نفسه ، لعلمه أن المدبر: الحق عز وجل
، ولا يلجأ في أموره ويعول على غير الله تعالى .

127- الصوفي يتجنب مخالطة الخلق مهما أمكن ، لأن ([114])
الصوفي كلما زاد اختلاطه بالخلق ظهرت عيوبه ، والتبس عليه الأمر
، وإذا خالط البعض فليختر لنفسه صحبة الصالحين ، فإن المرء على دين خليله ([115])

128- نفس الفقير مثل الكبريت الأحمر لا يصرف إلا بحق لحق.

129- من لم يزن أقواله وأفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ،
ولم يتهم خواطره لم يثبت عندنا في ديوان الرجال([116])

130- من علم ما يحصل له ([117]) هان عليه ما يبذل ([118])

131- من استقام بنفسه استقام به غيره ([119]) ، كيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟ !

132- الفقير إذا كسر نفسه ، وذل وانداس ، واحترق بنار الشوق والصدق
، وثبت في ميدان الاستقامة بين يدي الله تعالى ، صار معدن الخيرات ، ومقصد المخلوقات
، وصار كالغيث : أين وقع نفع، ويكون حينئذ رحمة وسكينة على خلق الله تعالى.

133- ربما اتبع الكاذب ([120]) وهجر الصادق، وكثرت طقطقة النعال حول المغرورين
، وتباعد الناس عن المتروكين ، فلا تعجب من ذلك ،
فإن حال النفس : تحب القبة المزينة ، والقبر المنقوش، والرواق الوسيع ،
وتألف الشيخ الكبير العمامة ، الوسيع الكم ، الكثير الحشمة !.

فسير همة القلب لا همة النفس لكشف هذه الحجب، وقل لنفسك
: لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصيرة وقد أثرت في جنبه الشريف ([121])
ورأيت أهل بيته – رضوان الله وسلامه عليهم – لا طعام لهم ولا حشم ،
ثم رأيت كسرى العجم على سريره المرصع بالجواهر واليواقيت ،
وأهل بيته مستغرقين بالترف والنعيم ، محاطين بالخدم والحشم ، أين تكونين ؟
ومع أي صنف تنصرفين ؟ فلا بد إن وفقها الله ، أن تحب معية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته
، فقد بهذا الشأن همة القلب إلى أهل الحال المحمدي تحسب في حزب الله : ([122]) إن حزب الله هم

134- وإياك أن تنظر حال تقشفك شيئا ، فإن الجوع بلا معرفة وأدب محمدي ، وصف من أوصاف الكلاب !

135- فارفع قدرك بالأدب المحمدي إلى مراتب أهل الوصلة من صدور القوم ، واقطع عنك رؤية العمل ([123])
، واطمس حروف أنانيتك فإنها بقية إبليس ، وكن عبداً محضاً تفز بقرب سيدك، وكفى بالله وليا.

136- تعلق الناس اليوم بأهل الحرف والكيمياء والوحدة ([124]) والشطح ، والدعوى العريضة،
إياك ومقاربة مثل هؤلاء الناس ، فإنهم يقودون من اتبعهم إلى النار ، وغضب الجبار
، ويدخلون في دين الله ما ليس منه!

ومن من جلدتنا ، إذا رأيتهم حسبتهم سادات الدعاة إلى الله تعالى ، حسبك الله ،
إذا رأيت أحدا منهم قل: { يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين}. ([125])

137- جاهل من أهل هذه الخرقة يلحق يدك بيد القوم، ويأمرك بذكر الله ، وملازمة الكتاب والسنة ،
خير من تلك الطائفة كلها ، فر منهم كفرارك من الأسد ، كفرارك من المجذوم.

138- قال حذيفة رضي الله عنه ([126]) : " كانوا ([127]) يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير
، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية وشر
، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال : نعم .
قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم ، وفيه دخن ، قلت : وما دخنه ؟
قال: قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ، فقلت : فهل بعد ذلك من شر؟
قال : دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها . فقلت يا رسول الله صفهم لنا ؟
قال : هم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا ، قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك؟
قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت : فإن لم يكون لهم جماعة ولا إمام ؟
قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك " ([128]).

هذه وصية نبيك الأمين ، سيدنا وسيد العالمين ، عليه صلوات الله وسلامه ، فاحفظها واعمل بها .

139- وإياك والتعزز بالطريق ، فإن ذلك من سوء الأدب مع الله والخلق([129])
وإنما بنى هذا الطريق على التذلل ، فإن القوم ذلوا حتى أتاهم الله بعز على من عنده ،
وافتقروا حتى أتاهم بغنى من فضله.

140- واحذر صحبة الفرقة التي دأبها تأويل كلمات الأكابر ، والتفكه بحكاياتهم وما نسب إليهم ،
فإن أكثر ذلك مكذوب عليهم([130]) ، وما كان ذلك إلا من عقاب الله للخلق،
لما جهلوا الحق وحرصوا على الخير! فابتلاهم الله بأناس من ذوي الجرأة السفهاء
، فأدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث ، تنزه مقام رسالته على الصلاة والسلام عنها ،
من المرغبة والمرهبة ، والغامضة والظاهرة([131])

وسلط الله – أيضا – أناسا من أهل البدعة والضلالة فكذبوا على القوم وأكابر الرجال ،
وأدخلوا في كلامهم ما ليس منه ، فتبعهم البعض ، فألحقوا بالأخسرين أعمالا! ([132]).

141- فعليك بالله ، وتمسك للوصول إليه بذيل نبيه عليه الصلاة والسلام
، والشرع الشريف نصب عينيك وجادة الاجماع ظاهرة لك.

142- لا تفارق الجماعة أهل السنة ، تلك الفرقة الناجية ([133]) :
، واعتصم بالله ([134]) ، واترك ما دونه ، وقل في سرك – أي سيدي – قولي:

وليتك تخلو والحياة مريـرة وليتك ترضى والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب

143- لا تعمل عمل أهل الغلو ، فتعتقد العصمة في المشايخ([135])
أو تعتمد عليهم فيما بينك وبين الله ، فإن الله غيور ،
لا يجب أن يدخل فيما آل إلى ذاته بينه وبين عبده أحداً.

144- نعم هم أدلاء على الله ، ووسائل إلى طريقه ، يؤخذ عنهم حال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ رضي الله عنهم ورضوا عنه}([136])

نتوسل إلى الله برضا الله عنهم ، لا يخزي الله عباده الذين أحبهم ([137]) ، وهو أكرم الأكرمين .

145- أترك الفضول ([138]) وانقطع عن العمل بالرأي ،
وإذا أدركك زمان رأيت الناس فيه على ما قلناه ، فاعتزل الناس ،
فقد قال عليه الصلاة والسلام :
" إذا رأيت شحاً مطاعاً ، وهوى متبعا ، ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك"([139])

146- تخلق بخلق نبيك ([140]) ، كن لين العريكة ، حسن الخلق ، عظيم الحلم ، وفير العفو
، صادق الحديث ([141])، سخي الكف ، رقيق القلب ، دائم البشر ،
كثير الاحتمال والإغضاء ، صحيح التواضع([142]) ، مراعيا للخلق ، راعيا حق الصحبة ، متواصل الأحزان
، دائم الفكرة ، كثير الذكر ، طويل السكوت ، صبوراً على المكاره، متكلا على الله ، منتصراً بالله
، محباً للفقراء والضعفاء ، غضوبا لله إذا انتهكت محارم الله .

147- كل ما وجدت ، ولا تتكلف لما فقدت ([143]) ولا تأكل متكئا
والبس خشن الثياب كي يقتدي بك الأغنياء ، ولا تحزن بجديد ثيابك قلوب الفقراء ، وتختم بالعقيق
، ونم على فراش حشي بالليف، أو على الحصير ، أو على الأرض ،
قائما بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، في الحركات والسكنات ، والأفعال ، والأقوال والأحوال.

148- حسن الحسن ، وقبح القبيح ، ولا تجلس ولا تقم إلا على ذكر ،
وليكن مجلسك مجلس حلم وعلم ، وتقوى وحياء وأمانة ، وجليسك الفقير ، ومؤاكلك المسكين. ([144])

149- ولا تكن سخابا([145]) ولا فحاشا([146]) ولا تذم أحداً ولا تتكلم إلا فيما ترجو ثوابه
، وأعط كل جليس لك نصيبه ، ولا تدخر عن الناس برك.

150- واحذر الناس ، واحترس منهم ، ولا تطو عن أحد منهم بشرك ، ولا تشافه أحد بما يكره([147])

151- وصن لسانك وسماعك عن الكلام القبيح ، ولا تنهر الخادم ، ولا ترد من سألك حاجة إلا بها،
أو بما يسر من القول.

152- وإذا خيرت بين أمرين فاختر أيسرهما ، ما لم يكن مأثما.

153- وأجب دعوة الداع([148]) وتفقد أصحابك وإخوانك واعف عمن ظلمك ،
ولا تقابل على السيئة بالسيئة ([149])، وقم الليل باكيا في الباب ، وطب بالله وحده ، وكفى بالله وليا.

154- قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه : من شهد في نفسه الضعف : نال الاستقامة .

وقال : أركان المروءة أربعة : حسن الخلق ، والتواضع ، والسخاء ، ومخالفة النفس.

وقال : التواضع يورث المحبة ، والقناعة تورث الراحة .

وقال : الكيس العاقل : الفطن المتغافل.

وقال : إنما العلم ما نفع.

155- فاشهد نفسك بالضعف والفقر تستقم ، وشيد أركان المروءة تحسب من أهلها ،
وتواضع واقنع تصر محبوبا مستريحا ، وتغافل تكن كيسا.

156- وخذ من العلم ما ينفعك إذا أقبلت على ربك ([150])


فإن الدنيا خيال ، وكلها زوال ، والله محول الأحوال.

يا أيها المعدود أنفاسه لا بد يوما أن يتم العدد

لا بد من يوم بلا ليله وليلة تأتي بلا يوم غد

157- إن الله طوى أولياءه في برد ستره تحت قبابه ، وحجبهم عن غيره ، لا يعرفهم إلا هو ،
وهذا إلزام بحسن الظن في الخلق ، فإياك وسوء الظن بأحد ، إلا إذا قامت لك عليه حجة شرعية
، فراع شرع الله من دون انتصار إلى نفسك، آخذا بالإخلاص ، متجرداً من غرض نفسك ومرض قلبك
، وقبح ما قبحه الشرع ، وحسن ما حسنه الشرع([151]) ، ولا يكن قولك وفعلك إلا لله .

158- وإذا لم تقم لك حجة شرعية على الرجل لا تأخذ الخلق أو تؤاخذهم بالشبهات
، عليك بحسن الظن ، فإن لله مع الخلق مضمرات أسرار يغار عليها ، لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى.

159- { ولكل وجهة هو موليها } ([152]) فلتكن وجهتك المحجة البيضاء،
شريعة سيد الأنبياء عليه صلوات الله وسلامه: {وكفى بربك هادياً ونصيراً } ([153])

160- أبى العقل إلا إعقال ما بلغه بواسطة الفهم ، وأبى القلب إلا الترقي إلى ما فوق الفهم
، فاجعل همتك قلبية ، وحكمتك عقلية تفلح.

161- في الكف عرق متصل بالقلب ، إذا أخذ به شيء من الدنيا تسري آفتها إلى القلب !
وهذه آفة عظيمة مخفية ، لا يطلع عليه الخلائق.

162- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " حب الدنيا رأي كل خطيئة " ([154])
ازهد في الدنيا ، وتباعد عن لذائذها .

163- وإياك ونوم الليل كالدابة ، فإن لله في الليل تجليات ونفحات ، يغتنمها أهل القيام
، ويحرم ثمرتها أهل التلذذ بالمنام.

164- قل للمغرور بأمنه ، المتلذذ بنومه ، المشغول القلب عن ربه :

يا نؤوم الليل في لذته إن هذا النوم رهن بسهر

ليس ينساك وإن نسيته طالع الدهر وتصريف الغير

إن ذا الدهر سريع مكره: إن علا حط ، وإن أوفى غدر

أوثق الناس به في أمنه خائف يقرع أبواب الحــذر

165- المشاهدة حضور بمعنى قرب مقرون بعلم اليقين ، وحق اليقين ،
فمن حماه الله من البعد والغفلة ، وتقرب إلى الله بعلم اليقين وحق اليقين –
بمعنى : " أعبد الله كأنك تراه" فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ([155])
فقد دخل حضرة الشهود وهي هذه لا غير ، وإلا فالمشاهدة لغة لا تصح لمخلوق في هذه الدار
. وحسبك قصة موسى عليه السلام ([156])

166- حضرة المشاهدة لغة ومعنى ، حضرة اختص بها صاحب قوسين ، بالقلب والعين ،
والاختلاف فيها معلوم ، واختصاصه بها عند أهل الله مجزوم.

167- فأدب نفسك بالتقرب إليه بما يرضيه ، تحسب من أهل تلك الحضرة ،
بنص : " لا يزال عبدي يتقرب إليه بالنوافل" الحديث. ([157])

168- هدى الله هو الهدى ، وكفى بالله وليا.

169- من تمشيخ عليك تتلمذ له ، ومن مد لك يده لتقبلها فقبل رجله
، وكن آخر شعرة في الذنب ، فإن الضربة أول ما تقع في الرأس !

170- إذا بغى عليك ظالم ، وانقطعت حيلتك عن دفاعه ،
فاعلم أنك حينئذ وصلت بطبعك إلى صحة الالتجاء إلى الله تعالى ،
فاصرف وجهة قلبك عن غيره واسقط مرادك في بابه ، واترك الأمر إليه تنصرف إليك مادة المدد ،
فتفعل لك ما لا يخطر ببالك ، وهذا سر التسليم وصدق الالتجاء إلى الله .

171- وإن ارتفعت همتك إلى الرضا بالقدر ، كما وقع للأمام موسى الكاظم ،
سلام الله عليه ورضوانه حين اعتقله الرشيد – غفر الله له – وحمله من المدينة إلى بغداد مقيداً ،
وحبسه ، فبقى في حبسه ، فلم يفرج عنه حتى مات رضي الله عنه ،
وأخرج ميتا مسموما ، وقيده فيه ([158]) ، وما انحرف عن قبلة الرضا حتى مات راضيا عن الله .

فتلك مرتبة الفوز العظيم التي درجت ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر :
{ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} ([159])

172- وقد اندرج أئمة أهل البيت – عليهم سلام الله ورضوانه – على الرضا الخالص،
مع قوة الكرامة ورفعة القدر عند الله.

173- فقد صح أن عبد الملك بن مروان الأموي حمل الإمام علياً زين العابدين ([160])
سلام الله عليه ورضوانه – من المدينة مقيداً مغلولا في أثقل قيود وأغلظ أغلال !
فدخل عليه الزهري – رحمه الله – يودعه ، فبكى ، وقال :
وددت أني مكانك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال : تطن أن ذلك يكربني ؟ لو شئت لما كان ، وإنه ليذكرني عذاب الله تعالى
، ثم أخرج يديه ورجليه من القيد ثم أعادها ، فعلم الزهري - رحمه الله –
أن الإمام حل منزلة الرضا ،ووصل مقام التسليم المحض ، ودخل حضرة الفوز العظيم ،
فطاب صدره ، وسلا حزنه .

174- فزن نفسك ، فإن قدرت على المرتبة العليا- وهي رتبة الرضا – فافعل ،
وإلا فانزل إلى المرتبة الثانية التي هي مرتبة صدق الالتجاء إلى الله مع قطع النظر عن تدبيرك
، وحولك وقوتك ، وكلك وجزئك ، وهو تعالى يفعل بك بنصره وقدرته فوق إرادتك وتدبيرك:
{ وكفى بالله نصيراً }([161])

175- إذا هرعت إلى الله ، والتجأت إليه ، فاجعل وسيلتك حبيبة صلى الله عليه وسلم تسليماً
، وأكثر من الصلاة والسلام عليه مهما أمكنك ، وقف في باب الله بالعمل بسنته
عليه الصلاة والسلام ، واسأل الله سبحانه معتمداً عليه تعالى ، مستعينا به متوكلاً عليه .

176- وإذا أغلقت عليك الأبواب ، فترقب من الفتاح فتح الباب ،
فما سد الخلق طريقا إلا فتحه الخالق ، انفراداً بربويته ، وتعززاً بألوهيته ،
فلا تقنط من رحمته ، ولا تيأس من روحه ، وعليك به { وكفى بالله وليا}([162])

177- التوفيق في جميع الأحوال إنما هو من الله سبحانه وتعالى([163])

178- دع هم الحسود ، فهمه بك ([164]) فوق همك به،

خل جانب الأحمق ([165]) فكدرك به فوق كدره بنفسه!

179- لازم مجالس العقلاء ، وخذ الحكمة أين رأيتها ، فإن العاقل يأخذ الحكمة لا يبالي على أي حائط كتبت
وعن أي رجل نقلت ، ومن أي كافر سمعت ([166])

180- هذه الدنيا خلقت للعبرة ، والعبرة بكل ما فيها عقل ، فخذ بقوة عقلك العبرة من كل مأخذ ،
واصرف نظرك عن محلها .

181- إياك والتقرب من أهل الدنيا ، فإن التقرب منهم يقسي القلب ، والتواضع لهم موجب لغضب الرب،
وتعظيمهم يزيد في الذنوب([167])

182- اتخذ الفقراء أصحابا وأحبابا ، وعظمهم ، وكن مشغولا بخدمتهم ،
وإذا جاءك واحد منهم فانتصب له على أقدامك ([168]) وتذلل له ([169])

183- وإذا وقعت خدمتك لدى الفقراء موقع القبول فاسألهم الدعاء الصالح ،
واجتهد أن تعمر لك مقاما في قلوبهم ، فإن قلوب الفقراء مواطن الرحمة ، ومواقع النظرالقدسي ،
وصف خاطرك من الرعونات البشرية.

184- ومن كان لك عليه حق أو له عليك حق ، فداره حتى يعطيك حقك ، أو إلى أن تعطيه حقه
، وإن قدرت فسامح من لك عليه حق يعوض الله عليك .

185- وكن مع الخلق بالأدب ، فإنه أدب مع الخالق.

186- تب . بكليتك من رؤية نفسك ، ونسبك ، وأهلك ، فإن
" من أبطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه" ([170])

187- قم بصلة رحم رسول صلى الله عليه وسلم ، عظم ذوي قرابته ،
فإن طوق منته في أعناقنا ، قال تعالى : { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } ([171])

188- صحح الحب لجميع أصحابه رضوان الله وسلامه عليهم ، فإنهم مصابيح الهدى ، ونجوم الإقتداء ،
قال عليه الصلاة والسلام : " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ([172])

189- خف الله ، خف الله " رأس الحكمة مخافة الله " ([173]) عليك بتقوى الله ([174])
فإنها جماع كل خير

هذه نصيحتي لك .

190- أي أخي ، أخذتني سكرة التعليم إلا أني جربت الزمان وأهله ، وعاركت النفس ،
وخدمت الشرع ، وانتفعت بصحبة أهل الصفا.

فاقبل نصيحتي ، فإنه إن شاء الله نشأت بإخلاص عن حب لك.

رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.

191- أي عبد السميع ، اعمل بنصيحتي ولا ترني رجلا ([175])إ
ن قال لك قائل : إن في مملكة الرحمن مخلوقا هو أضعف من هذا اللاشيء أحيمد فلا تصدقه ،
بل أقول : يسر الله عليّ وعليك الطريق ، وجعلنا وإياك والمسلمين من المصطفين الأخيار
والمخلصين الأبرار ، أحباب الله ورسوله { وكفى بالله وليا } والحمد لله رب العالمين.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] - هذه من خير الوصايا ، وقد أمرنا الله في كتابه العزيز بتقوى الله ، وذكر هذا الأمر في تسع آيات من القرآن العظيم ، فقال عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله }.

[2] - قال الله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } آل عمران : 31 ).

وفي الحديث النبوي الشريف ..فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين =

= عضوا عليها بالنواجذ ... } ( رواه أبو داود ، والترمذي ، وقال حديث حسن صحيح )

[3] - أي : الصوفي .

[4] - إن المؤمن إذا ظلم أو بغي عليه : صبر وفوض أمره إلى الله ، حتى يكون الرحمن هو الذي يدافع عنه ، { إن الله يدافع عن الذين آمنوا } ( الحج : 38 ) فكن مؤمنا تأتك النصرة من رب العالمين .

[5] - إن العلم له رفعة لا تنال إلا بتقوى الله تعالى ، يقول الله عز وجل : {.. يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) . { المجادلة : 11 }

وأمر الله حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول : ( رب زدني علماً ) { طه : 114 } .

[6] - أخسر الخاسرين : العبد الذي انقطع عن ربه ، وعلق آماله على أشياء =

= مستعارة لا تدوم معه؟ كالمال ، والجاه ، والقوة ، والأهل ، والأولاد.

والعاقل : هو الذي ينسلخ عن الأشياء المستعارة ، ويعتصم بحبل الله تعالى ، قال عز وجل : {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم } ( آل عمران : 101 )

([7] ) الثكلى : المرأة التي فقدت ولدها . والمعنى : أن الدخيل في القوم بلا صدق ولا علم ولا عمل ، لا يعد منهم ، ولا يكون مثلهم ، وأنى للمقصر أن يلحق الواصل وهو جالس ؟!.

([8] ) الثلمة : الخلل .

([9] ) القول بوحدة الوجود ضلالة ، تخرج صاحبها من حصن الإيمان ، وتهوي به في مكان سحيق ، يرتاد إليه الشياطين ! اللهم أرنا الحق حقاً ، وارزقنا أتباعه ، وحببنا فيه ، وأرنا الباطل باطلاً ، وارزقنا اجتنابه ، وكرهنا فيه .

([10] ) لذلك قيل :

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه

فكل قرين بالمقارن يقتدي =



= وقيل : قل لي من تصاحب ؟ أقل لك من أنت ؟ ومن أراد التوسع في هذا الموضوع ، ليقرأ فصل : " الصحبة والمعاشرة " في كتابي : " حدائق المتقين " . يجد بغيته إن شاء الله تعالى .

([11] ) روى البخاري ، والنسائي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنكم ستحرصون على الإمارة ، وستكون ندامة يوم القيامة ، فنعمت المرضعة ، وبئست الفاطمة" ( جامع الأصول: 4/59 ).

([12] ) المعلوم لدى العقلاء : أن طريق التصوف هو : عين طريق وسلوك الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الأكرمين ، رضوان الله عليهم ، وما شذ عن هذه الطريق إلا زنديق ضال.

قال الأمام عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه :

" كذب والله وافترى من يقول : إن طريق الصوفية لم يأت بها كتاب وسنة " .

وقال الإمام سهل التستري رضي الله عنه : " أصول مذهبنا ثلاثة :

1- الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الأخلاق والأفعال.

2- والأكل من الحلال .

3- وإخلاص النية في جميع الأعمال .

وقال السيد أحمد الرفاعي في الحكمة : (56) : " إذا رأيت الرجل يطير في الهواء فلا تعتبره حتى تزن أقواله وأفعاله بميزان الشرع ".



([13] ) قال الله تعالى وهو يصف نفسه : { لا تدركه الأبصار ، وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} الانعام : 103 }.



([14] ) هو من كلام سيدنا على رضي الله عنه ، وقيل : من كلام الإمام " سهل التستري " رحمه الله تعالى .. وتمامه : " .. وإذا ماتوا ندموا وإذا ندموا لم تنفعهم ندامتهم " ( كشف الخفاء : 2 / 312 ) ,

([15] ) إن الله تعالى منزه عن تأثير الأشياء ، من مشاكله ومجانسة ، في ذاته وصفاته ، قال تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } . ( الكهف : 110 ).



([16] ) بأن ترددت على أبواب الأغنياء والحكام ، ونهلت من الدنيا الفانية :

قال الشاعر :

ولو أن أهل العلم صانوه صـانهم

ولو عظموه في النفوس لعظمـا

([17] ) قاف : جبل محيط في الأرض .

([18] ) سنان الرمح .

([19] ) هي الريح التي سلطها الله على " عاد " فأهلكهم بها ، قال الله تعالى : { وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية * سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ، فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية } ( الحاقة : 6 – 7 ).

ومعنى : { بريح صرصر } : أي باردة تحرق ببردها كإحراق النار ، وقيل غير ذلك ، ومعنى : { حسوما } أي : متتابعة لا تفتر ولا تنقطع! نسأل الله العافية .

([20] ) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال لي : " يا غلام ، ! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف " { رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .

([21] ) رواه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما ، غير أنه لم يذكر " ولا تتكلوا " كشف الخفاء : 1/147).

([22] ) قال الشيخ الإمام رضي الله عنه في " البرهان المؤيد " : " التصوف : الإعراض عن غير الله ، وعدم شغل الفكر بذات الله ، والتوكل على الله ، وإلقاء زمام الحال في باب التفويض ، وانتظار فتح باب الكرم، والاعتماد على فضل الله ، والخوف من الله في كل الأوقات ، وحسن الظن به في جميع الحالات " .,

([23] ) كل شئ غير الله يعد من الأغيار ، فمن أراد أن يصل إلى الله تعالى فليقطع الموانع التي تحول بينه وبين الله عز وجل.أي : لا يعتمد على شيء سوى الله تعالى .

([24] ) يعني : من أضاع وقته كان كمن أتلف جزءاً من عمره في غير فائدة =

= كمن ضرب بالسيف فأصاب نفسه ولم يضرب عدوه !

([25] ) وفي ذلك يقول الله تعالى : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} ( الزمر : 10)

([26] ) هذه الحكمة تعلمنا : من هم أهل الكتمان والستر؟ وتكشف زيف المدعين للولاية .

وعوام الناس من بعدهم عن السادة العلماء ، العاملين الأتقياء، يصدقون أهل الادعاء!

فالشيخ رضي الله عنه يبين لنا : أن العارف يكتم حاله ، ويصدق في مقاله ، ويخلص نفسه من آمالها ، لأن الأمال لا تنتهي ، وأجل كل منا محيط به .

([27] ) الذي يريد أن يرتفع عن رتبة الجل : أمامه طريق واضحة : أن يأمر بالمعروف ويأتمر ، وينهي عن الشر وينزجر ، عند ذلك يكون قد حاز شرف العلم والعمل ، فكان وجيها في الدنيا والآخرة.

([28] ) العزة : القوة والغلبة ، ولعلها هنا : الكبر.

([29] ) الشيخ في اللغة : من أدرك الشيخوخة ، وهي غالبا عند الخمسين، وهو فوق الكهل ، ودون الهرم . والشيخ هنا هو العالم العامل ، المرشد الكامل ، وهو الذي عناه الإمام رحمه الله تعالى .

([30] ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " .. وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة .. "

( رواه أبو داود ، والترمذي وقال : حديث حسن صحيح ) ومن أراد أن يقف على حقيقة البدعة وتقسيماتها ، فليرجع إلى كتابي " حدائق المتقين " صفحة / 339/ يجد أقوال العلماء فيها .

([31] ) الخرقة : الطريقة

([32] ) أي : أساء إلى سمعة أهل الطريق بقوله : الباطن غير الظاهر! والرد على هذا المفتري : قول الشيخ رضي الله عنه في تكملة الحكمة : " العارف يقول : الباطن باطن الظاهر وجوهره الخالص" .

([33] )قال الله تعالى : { ما فرطنا في الكتاب من شيء} الأنعام : 38) فقد جمع القرآن العظيم خيري الدنيا والآخرة ، ومن أراد أن يتوسع في هذا الموضوع ، فليرجع إلى فصل آداب القرآن الحكيم في كتابي " حدائق المتقين" يجد فيه سلوته إن شاء الله تعالى.

([34] ) قالوا في الرضا أكثر من قول ، وأثبت هنا واحداً منها : الرضا : سكون القلب تحت مجاري الأحكام وتنزلات الأقدار.

([35] ) قال الله تعالى: { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ( الأنعام : 82 )

([36] ) لأن العارف لا يفتخر بشيء زائل ، وهو موقن بأن كل الذي فوق التراب : تراب !

([37] ) في الحديث القدسي عن الله عز وجل أنه قال : { الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقته في النار} رواه مسلم . وغيره )

من خلال معاشرتنا الناس – في حضرنا وفي سفرنا – رأينا نماذج من البشر! رأينا المتواضعين وقد أحبهم الناس، وخدموهم ، وقدموهم على أنفسهم .

ورأينا المتكبرين ، وترفعهم على بني جنسهم ! ورأينا كراهية الناس لهم . ولو سأل إنسان : لم يتكبر بعض الناس على بعض؟

لأجبته : إن الذي لا جاه له ، يظن أنه إذا استعلى على بني جنسه يرتفع قدره ، ويعلو شأنه! .

عند ذلك يصبح صغيراً في أعين الناس، ويخسر الدنيا والآخرة ، والعياذ بالله .

وما أحسن ما قيل :

تواضع تكن كالنجم لاح لناظـر

على طبقات الماء وهو رفيع

ولا تك كالدخان يعلو بنفسه

إلى طبقات الجو وهو وضيع

وأكرم أخلاق الفتى وأجلها

تواضعه للناس وهو رفيع

وأقبح شيء أن يرى المرء نفسه رفيعا ، وعند العالمين وضيع

رفيعا ، وعند العالمين وضيع!

([38] ) إن طبائع البشر تحب الرفق واللين ، وتكره الجفاء والغلظة .

فصاحب الرفق واللين : خير محبوب، وصاحب الجفاء والغلظة : شرير أرعن ! يؤذي الناس بغلظته وجفائه ! والله تعالى أثنى على رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله : { ولو كنت فظا غليظاً القلب لانفضوا من حولك ، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} ( آل عمران : 159 ).

([39] ) ولقد عرف سيدنا على رضي الله عنه التقوى بقوله : " هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل " .

ومن أراد التوسع فليقرأ فصلي : من " أنوار التقوى " و " أقوال أئمتنا في التقوى " في كتابي " حدائق المتقين " والله يرزقنا الحسنى وزيادة .. آمين .

([40] ) إن كلمة " أنا " لا تأت دائما بمعنى : الاستعلاء والكبر ، والعجب ، بل تأتي كذلك للتعريف عن الذات ، قال الله تعالى: { إنني أنا الله } ( طه : 14 ) وفي القرآن الكريم ، شواهد مثلها .

وقال نبي الله يوسف عليه السلام : { أنا يوسف وهذا أخي } ( يوسف : 90 ).

وقال نبينا محمد عليه صلوات الله وسلامه : " أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب " ( رواه الشيخان )

" أنا وكافل اليتيم في الجنة " ( رواه البخاري ، وأحمد )

" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة " ( رواه مسلم وأبو داود )

" أنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ، وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر" ( رواه أحمد، والترمذي ، وابن ماجه)

" أنا أعلمكم بالله " رواه البخاري )

وعلى هذا ، فإذا قال الإنسان : " أنا " ليعرف عن نفسه ، فهذا جائز بدليل ما تقدم من الآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة.

= وأما إذا قال : " أنا " للتجبر ، والتكبر ، والغرور : فهذا حرام ، ويخشى على هذا الأناني أن يحشر مع الملعون إبليس ، فهو أول مخلوق يعصي ربه ، وأول مخلوق يعترض على خالقه ويقول: { أنا خير منه } ( ص : 76 )

اللهم اعصمنا بحبلك المتين ، واصرف عنا شرور الأبالسة والشياطين .آمين .

(1) إن العارفين بالله تعالى تأنف نفوسهم عن الدنيا وملذاتها ، كي لا تقطعهم عن الله عز وجل ، ولا يطمعون في الجنة، ولا يخافون من النار ،بل يعبدون الله مخلصين في حبهم له سبحانه ، ويتضرعون إليه : أن يريهم وجهه الكريم في الآخرة ، متلذذين بقول الحق جلا وعلا: { وجوه يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناظرة } القيامة : 22 – 23 ) جعلنا الله منهم ، ومتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم ... أمين .

([42] ) الرواق : سقف في مقدم البيت .

([43] ) عن أبي هريرة ، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد / المسجد الحرام ، ومسجدي ، والمسجد الأقصى " ( رواه الإمام أحمد ، والشيخان )

([44] ) الكدية : حرفة السائل الملح . ولو أجلنا النظر في زيارات الأولياء ، لراينا العجائب من محترفي التسول باسم الخدمة للولي ، فيخرجون الزائر إذا هو لم يدفع لهم شيئا من حطام الدنيا الفانية ، فإن كان الزائر فقيراً ، لم يستطع الزيارة مرة أخرى ، فيكون المتسبب هذا الذي اتخذ المكان للتسول ليس إلا ! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

([45] ) غافر : 16 .

([46] ) انظر الحاشية ( 3 ) من صفحة / 15/ في هذا الكتاب .

([47] ) النساء : 48 و 116 .

([48] ) الصوفية .

([49] ) لأن الحق يعلو ، ولا يعلى عليه .

([50] ) إن من شروط الوصول إلى الحقائق : التخلي عن الخلائق ، الذين لا يبالون بالدين ، ولا يسرون بلقاء أهله، فمن كانت هذه حاله ، يجب =

= الابتعاد عنه ، والرجوع إلى باب الله ، الذي لا يفلح ولا ينجح إلا المتمسكون بحبله المتين . جعلنا الله منهم .. آمين.

([51] ) لأنه ماذا بعد الحق إلا الضلال ؟ وماذا بعد النور إلا الظلمة ؟ وماذا بعد الإيمان إلا الكفر؟

([52] ) يروي لنا الصحابي الجليل " سهل بن الساعدي" رضي الله عنه حديثا يقول فيه : " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ؟ فقال : ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس؟ ( رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة )

([53] ) قال الله تعالى : { ألا لله الدين الخالص } الزمر : 3 )

وقال عز من قائل : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} ( البينة : 5 )

(4) معجبا بها ، متكلا على عمله ، منحرفا عن نهج الرسول صلى الله عليه وسلم.

([54] ) لأن الطريقة جوهرة إيمانية، ليست بمال ولا عرض من أعراض الدنيا الفانية .

([55] ) الذي حده لنا المشرع الحكيم صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني { يوسف : 108)

([56] ) من صدق المحبة : الاشتغال بالمحبوب ، والصبر على المكاره من غير تأوه ولا شكوى قال الله تعالى : { يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} المائدة : 54)

وقال عز وجل : { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين } المنافقون : 8 )

([57] ) من فهم أسرار القرآن المجيد ، فقد حاز على شرف الدنيا ، وكرامة الآخرة، اللهم فهمنا آيات القرآن ، واجعلنا من أهله يا الله يا رحمن !

([58] ) سترة ووقاية

([59] ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب الي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب الي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" ( رواه البخاري، ومسلم ، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه . كما في الترغيب :2/393).

وقال أبو على الدقاق رحمه الله تعالى : ذكر الله سيف المريد، يقاتل به الأعداء ، ويدفع به الآفات ، والبلاء ، وإن العبد إذا فزع بقلبه إلى الله عز وجل : يدفع عنه في الحال ما يكرهه.

([60] ) عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول " .. ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب" ( متفق عليه ).

([61] ) يولد الانتباه الدائم : الخشية من الله تعالى ، فيكون من الذين { رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه} ( البينة :Cool جعلنا الله منهم ، وحشرنا معهم في مستهل رحمته.





([62] ) كفر المعروف : تغطيته وستره وكتمانه.

([63] ) الدس من التدسيس : وهو إخفاء الشيء في الشيء : قال تعالى { قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها} (الشمس:9-10)

([64] ) الظلم : وضع الشيء في غير موضعه ، وهو محرم في الدنيا ، ومستحيل في الآخرة يقول الله تعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا " ( رواه مسلم).

([65]) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: { لو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما) رواه البخاري في الأدب المفرد، والبيهقي في الشعب، وابن حبان ، وابن المبارك، كما في فيض القدير:5/314) قال الشاعر

يا صاحب البغي إن البغي مصرعة

فاعدل ، فخير فعال الخير أعدله

فلو بغى جبل يوما على جبل

لاندك منه أعاليه وأسفلـــه

([66] ) عن ابن عمرو رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته) رواه الحاكم في تاريخ ، ورمز السيوطي لحسنه)

([67] ) الشك : ضد اليقين : قال أحد الحكماء : " يقيني بالله يقيني " يعني : من اعتقد بأن الله هو الفعال المطلق، كان من الناجين ، بإذن الله رب العالمين .

([68] ) أي : لا يريده الناس أن يتقدمهم ، لان الكرم والسخاء : يستران كثيرا من العيوب.

([69] ) لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله

([70] ) قال سيدنا على رضي الله عنه : " الدنيا جيفة ، فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب."

ويرحم الله إمامنا الشافعي حيث قال :

ومن يذق الدنيا فإني طعمتها

وسيق إلينا عذبها وعذابها

فما هي إلا جيفة مستحيلـة

عليها كلاب همهن اجتذابها

فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها

وإن تجتذبها نازعتك كلابها

([71] ) يغان : يغطي ويغشى.

([72] ) قال الله تعالى : { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} ( الأعراف: 201)

([73] ) قطع الشيخ رضي الله عنه الأمل من علاج الأحمق ، لأن داء الحمق لا يخرج إلا مع الروح ! نسأله تعالى العافية .

([74] ) قال سيدنا على رضي الله عنه : " للحق نور يبرز ضعيفاً مضمحلا، ثم ينمو ويعظم ، وللباطل صولة تبرز عظيمة قوية ، ثم تضمحل وتضعف حتى لا يبقى لها أثر".

قال الله تعالى : { ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون }. ( يونس : 82 )

([75] ) إن المغرور برأيه ، المعجب بنفسه ، لا يعرف قدر صاحبه ، لذلك حذرنا الشيخ من صحبة المغرور.

([76] ) من طبيعة الغادر: إنه لا يقف عند عهد ، ولا يتقيد بحد! فعلى الإنسان أن يجتنب من صفته الغدر ، ليسلم من الأذى .

([77] ) كان مؤمنا ، فلما غدر ونقض العهد، نقص إيمانه واضمحل ، فإن =

= تاب ووفى عاد إلى حصن الإيمان ، وإلا ... خرج منه فصار كافراً ! حمانا الله من كل ما يشوب إيماننا ، وثبتنا بالقول الثابت ، إنه سميع مجيب.

([78] ) البقرة : 27 ، وآل عمران : 192 ، والمائدة : 72 .

([79] ) النساء : 45 .





([80] ) للتوسع في هذا الموضوع ، راجع فصل " الصحبة والمعاشرة " في كتابي " حدائق المتقين " تر فيه ما يسرك إن شاء الله تعالى.

([81] ) هو : الحسين بن منصور الحلاج: أبو مغيث ، من أهل بيضاء فارس. نشأ بالعراق ، وصحب الجنيد ، وأبا الحسين النوري، وعمرا المكي ، والفوطي ، وغيرهم .

والمشايخ في أمره مختلفون ، رده أكثرهم ، وكان يظهر مذهب الشيعة لخلفاء بني العباس ، ومذهب التصوف للعامة .

وقيل : كان يدعى حلول الإله فيه ! فكثرت الوشايات به إلى المقتدر العباسي ، فأمر بالقبض عليه ، فسجن وعذب وضرب وهو صابر لا يتأوه ولا يستغيث! وبعد ذلك قطعت أطرافه الأربعة ، ثم حز رأسه وأحرقت جثته ولما صارت رمادا ألقيت في دجلة ، ونصب الرأس على جسر بغدد ، كان هذا سنة ( 309) هجرية.

فنحن نكل أمره إلى الله تعالى ، فلا نفرغ أنفسها لشتمه ، ولا نثني عليه . ونسأل الله تعالى : الحماية والحفظ ، والعصمة والتوفيق، إنه خير مسؤول وأكرم مأمول.

([82] ) إلا إذا وصل الروح الحلقوم ، عند ذلك لا تقبل توبته ، وكذلك إذا طلعت الشمس من مغربها .

اللهم ارزقنا تجديد التوبة آناء الليل وأطراف النهار ، وثبتنا بالقول الثابت . آمين .

([83] ) سورة إبراهيم عليه السلام . 27

([84] ) البقرة : 105 ، وآل عمران : 74 .

([85] ) المتوفي سنة : ( 429) هجرية ، رحمه الله تعالى .

([86] ) فصلت : 31

([87] ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحثوا التراب في وجوه المداحين"( رواه الترمذي ، وغيره )

([88] ) التمسك بالسنة المحمدية : يقرب العبد من الله تعالى ، ويكون هذا العبد قد برهن على امتثال أوامر الله سبحانه ، حيث يقول عز وجل : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } ( الحشر : 7 )

([89] ) قال الله تعالى : { إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين} ( الأعراف : 196 )

([90] ) صار جليلاً عند الله وعند الناس.

([91] ) صار دليلاً عند الله وعند الناس .

([92] ) يعني : من يعتمد على غير الله في الرزق يقل ماله ، وينكشف حاله ، فيكون من الخاسرين.

([93] ) قال الله تعالى : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني } ( يوسف : 108)

([94] ) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي تحلب ثديها تسعى ، إذ وجدت صبيا في السبي ، فأخذته فالصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم" : أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا : لا وهي تقدر أن لا تطرحه. فقال : الله أرحم بعباده من هذه بولدها".( رواه البخاري، ومسلم)

([95] ) إذا أكرم الكريم عبده بنعمة خاصة ، ما استردها ، لأن فيوضات المواهب الإلهية فوق مدارك العقول ، وهل هناك أفضل من نعمة الإيمان ؟ فللذين يحافظون على إيمانهم بشارة عظيمة ، بأن الله لا يسلب =

= ما وهب ، فله الحمد سبحانه وتعالى . اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ، ثبت قلوبنا على دينك.

([96] ) القصص : 88 .

([97] ) النساء : 78 .

([98] ) إن الإتباع للشرع الشريف: كله خير، وإن الابتداع كله شر، وبين الخير والشر بون بين . فكونوا من أهل الخير ، ليرضى الله عليكم ، عندما تكونوا أحوج ما تكونون إلى رضاه ومغفرته ورحمته.

([99] ) بقدر ما يظهر العبد التواضع- مصطحباً بخشوع في قلبه – يكون قد ارتفع عند الله قدره ، وعلا كعبه ، والذي ينظر في تواضع سلفنا الصالح – رضوان الله عليهم – يرى العجب من ذلك إنهم وضعوا الدنيا تحت أرجلهم ، فرفعهم الله عز وجل، ونحن قد وضعناها فوق رؤوسنا ، فوقعنا في الذلة والحيرة والاضطراب ، ولا يصلح حالنا إلا إذا تواضعنا للحق وقبلنا به ، وتخلينا عن غرورنا وأنانيتنا ، عند ذلك ينتشر العدل والوئام ، والسلام ، جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، إنه على كل شيء قدير .

([100] ) يونس: 63 ، والنمل : 53 ، وفصلت: 18 .

([101] ) إن قضية البركة قضية إيمانية ، فعندما /1+1=2/ وربما يبارك الله بالواحد فيجعل منه الملايين ، وهذا تاريخنا خير شاهد ، فهناك الفئة القليلة المؤمنة تغلب الفئة الكثيرة الكافرة ، والله يبارك لمن يشاء في القوة ، أو العمر ، أو الرزق ، اللهم بارك لنا في ديننا وإيماننا ، ووفقنا لمرضاتك .. يا رب العالمين .

([102] ) الأنفال : 64.

([103] ) البقرة : 152 .

([104] ) قال الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك . فقلت يا رسول الله ! قد آمنا بك وبما جئت به ، فهل تخاف علينا ؟ قال : نعم ، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء" .( رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح ، جامع الأصول: 7/53)

([105] ) النساء : 45 .

([106] ) وفي نسخة: السائحة . ومعنى سنح : عرض .

([107] ) يعيش الناس في عصرنا هذا عيشة الهموم والغموم ، فمن أسقط همة العمل للآخرة ، وتدخله الجنان ، بإرادة الديان ، سبحانه وتعالى : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً} ( الإسراء : 19 )

([108] ) لا يصل العبد إلى المقامات العاليات وفيه شيء من حروف " أنا " وعندما يرغب مريد الآخرة بالوصول إلى شاطيء الأمان ، فعليه : بالتواضع والذل ، والمسكنة لله عز وجل ، ثم لخلقه المؤمنين ، وليتدبر قول الحق جلا جلاله ، لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم : { واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } ( الشعراء : 215 )

([109] ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المسلم يأكل في معي واحد ، والكافر يأكل في سبعة أماء " ( رواه مالك ، والبخاري ، ومسلم وابن ماجه وغيرهم ( الترغيب ) : 3 /134 .

([110] ) قالت الحكماء : من أكل كثيراًُ شرب كثيراً ، ومن شرب كثيراً نام كثيراً ، ومن نام كثيراً فقد فاته الخير الكثير!

([111] ) عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه " ( متفق عليه )

([112] ) لذلك قالوا : قل لي من تصاحب؟ أقل لك من أنت ! والمعلوم لدى الجميع : أن الصاحب ساحب ( وفي اللغة : سحب الشيء سحبا : جره =

= على الأرض ) ومن يرد التوسع في هذا ، فليرجع إلى كتابي " حدائق المتقين " فصل : " الصحبة والمعاشرة " صفحة : (167 ) ير في بغيته ، إن شاء الله تعالى .

([113] ) الواجب على الإنسان أن يتحرر من التقليد الأعمى في العقائد ، وأن يجلب عقله ونفسه إلى المائدة الإيمانية ، حتى ينقذ نفسه من العار والنار =

= ولقد حكى لنا القرآن العظيم عن أولئك الذين عطلوا عقولهم ، وأصموا آذانهم عن سماع الحق ، وتعللوا بأنهم وجدوا آباءهم على هذه العقائد " الباطلة " .

فقال الله تعالى : { وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا : بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، أولو ك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saydatar.ahlamontada.com/
سيداحمدالعطار
خادم الاخوان
سيداحمدالعطار


عدد المساهمات : 28
تاريخ التسجيل : 05/08/2012
العمر : 62

الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1   الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1 I_icon_minitimeالخميس مارس 16, 2017 9:59 am

اللهم أرزقنا حبك وحب من أحبك وكل عمل صالح يقربنا إليك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://saydatar.ahlamontada.com/
 
الحكم للإمام أحمدالرفاعى ج 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحزب الصغير والجوهرة للإمام الرفاعى
» النظام الخاص لأهل الأختصاص للإمام الرفاعى
» أسرار الفاتحة للإمام أحــمــد الــرفاعي رضي الله عنه
» الحكم العطائية على لسان أهل الطريقة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السادة الرفاعية :: السادة الرفاعية :: السيد أحمد الرفاعى-
انتقل الى: